القول في تأويل قوله :﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره:"يوم يأتي بعض آيات ربك"، لا ينفع من كان قبل ذلك مشركًا بالله، أن يؤمن بعد مجيء تلك الآية.
* * *
وقيل: إن تلك الآية التي أخبر الله جل ثناؤه أن الكافر لا ينفعه إيمانه عند مجيئها: طلوعُ الشمس من مغربها.
* ذكر من قال ذلك، وما ذكر فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
١٤٢٠١- حدثني عيسى بن عثمان الرملي قال، حدثنا يحيى بن عيسى، عن ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها"، قال: طلوع الشمس من مغربها. (١)
(( عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي ))، شيخ الطبري، صالح الحديث، مضى برقم : ٣٠٠.
و (( يحيى بن عيسى التميمي ))، عم (( عيسى بن عثمان ))، وهو ثقة. مضى برقم : ٣٠٠، ٦٣١٧، ٩٠٣٥.
و (( ابن أ[ي ليلى ))، هو (( محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ))، كان فقيهًا صدوقًا، غير أنه كان سيئ الحفظ مضطرب الحديث. تركه أحمد. مضى برقم : ٣٢، ٣٣، ٦٣١، ٣٩١٤، ٥٤٣٤.
و (( عطية ))، هو (( عطية بن سعد بن جنادة العوفي ))، مضى تضعيفه في رقم : ٣٠٥.
وكان لعطية عن سعيد الخدري أحاديث عدة، قال ابن حبان : سمع من أبي سعيد (( الخدري ))، أحاديث، فلما مات، جعل يجالس الكلبي... فإذا قال الكلبي : قال رسول الله ﷺ كذا... فيحفظه، وكناه أبا سعيد، ويروي عنه. فإن قيل له من حدثك بهذا فيقول :(( حدثني أبو سعيد ))، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد الكلبي. قال : لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.
وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده ٣ : ٣١، بالإسناد الثاني، ورواه به أيضًا الترمذي في كتاب التفسير وقال :(( هذا حديث غريب. ورواه بعضهم ولم يرفعه )). وهو خبر ضعيف الإسناد.