سيئات صاحبه، فيرجع الرجل عليه مثل الجبال، فذلك قوله:(والوزن يومئذ الحق). (١)
* * *
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله:(فمن ثقلت موازينه).
فقال بعضهم: معناه: فمن كثرت حسناته.
* ذكر من قال ذلك:
١٤٣٣٤- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن مجاهد:(فمن ثقلت موازينه)، قال: حسناته.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: فمن ثقلت موازينه التي توزن بها حسناته وسيئاته. قالوا: وذلك هو"الميزان" الذي يعرفه الناس، له لسان وكِفَّتان.
* ذكر من قال ذلك:
١٤٣٣٥- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج، قال لي عمرو بن دينار قوله:(والوزن يومئذ الحق)، قال: إنا نرى ميزانًا وكفتين، سمعت عبيد بن عمير يقول: يُجْعَل الرجل العظيم الطويل في الميزان، ثم لا يقوم بجناح ذباب.
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي، القول الذي ذكرناه عن عمرو بن دينار، من أن ذلك هو"الميزان" المعروف الذي يوزن به،

(١) الأثر : ١٤٣٣٣ - (( الحارث ))، هو (( الحارث بن أبي أسامة ))، ثقة مضى مرارًا.
و (( عبد العزيز ))، هو (( عبد العزيز بن أبان الأموي ))، كذاب خبيث يضع الأحاديث، مضى ذكره مرارًا، رقم : ١٠٢٩٥، ١٠٣١٥، ١٠٣٦٠، ١٠٥٥٣.
(( يوسف بن صهيب الكندي ))، ثقة. مترجم في التهذيب، والكبير ٤ /٢ /٣٨٠، وابن أبي حاتم ٤ /٢ /٢٢٤. و (( موسى )) كثير، ولم أستطع أن أعينه.
و (( بلال بن يحي العبسي ))، يروي عن حذيفة. ثقة، مترجم في التهذيب، والكبير ١ /٢ /١٠٨، وابن أبي حاتم ١ /١ / ٣٩٦.


الصفحة التالية
Icon