وزنه تعالى أعمال خلقه بالميزان، حجة عليهم ولهم، إما بالتقصير في طاعته والتضييع، وإما بالتكميل والتتميم. (١)
* * *
وأمّا وجه جواز ذلك، فإنه كما:
١٤٣٣٦- حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال، حدثنا جعفر بن عون قال، حدثنا عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، قال: يُؤْتى بالرجل يوم القيامة إلى الميزان، فيوضع في الكِفّة، فيخرج له تسعة وتسعون سِجِلا فيها خطاياه وذنوبه. قال: ثم يخرج له كتاب مثل الأنْمُلة، فيها شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله ﷺ. قال: فتوضع في الكِفّة، فترجح بخطاياه وذنوبه. (٢)
* * *

(١) هذه إحدى حجج أبي جعفر، التي تدل على لطف نظره، ودقة حكمه، وصفاء بيانه، وقدرته على ضبط المعاني ضبطًا لا يختل. فجزاه الله عن كتابه ودينه أحسن الجزاء، يوم توفى كل نفس ما كسبت.
(٢) الأثر : ١٤٣٣٦ - (( موسى بن عبد الرحمن المسروق )) شيخ أبي جعفر، مضى مرارًا، آخرها رقم : ٨٩٠٦.
و (( جعفر بن عون بن عمرو بن حريث المخزومي ))، ثقة، مضى برقم : ٩٥٠٦، ١٤٢٤٤.
و (( عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي المعافري ))، هو (( ابن أنعم ))، ثقة. مضى برقم : ٢١٩٥، ١٠١٨٠، ١١٣٣٧.
و (( عبد الله بن يزيد المعافري )) أبو عبد الرحمن الحبلي المصري، ثقة، مضى برقم : ٦٦٥٧، ٩٤٨٣، ١١٩١٧.
وكان في المطبوعة :(( عن عبد الله بن عمر ))، وهو خطأ، صوابه من المخطوطة. وهذا خبر صحيح الإسناد.
ورواه أحمد في مسنده بغير هذا اللفظ مطولا، في مسند عبد الله بن عمرو رقم : ٦٩٩٤ من طريق الليث بن سعد، عن عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن الحبلى = ثم رواه أيضًا رقم : ٧٠٦٦ من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن يحيى ( عامر بن يحيى )، عن أبي عبد الرحمن الحبلى. ورواه من الطريق الأولي عند أحمد ابن ماجه في سننه ص : ١٤٣٧.
ورواه الحاكم في المستدرك ١ : ٦ من طريق يونس بن محمد، عن الليث بن سعد، عن عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن المعافري وقال :(( هذا حديث صحيح، لم يخرج في الصحيحين، وهو صحيح على شرط مسلم ))، ووافقه الذهبي. ثم عاد فرواه في المستدرك أيضًا ١ : ٥٢٩ من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث، مثل إسناده وقال :(( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )) ووافقه الذهبي.


الصفحة التالية
Icon