قد أنصفك قومك، فاقبل منهم ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أرأيتم إن أعطيتكم هذا، هل أنتم معطيَّ كلمة إن تكلمتم بها ملكتم العرب، ودانت لكم بها العجم، وأدَّت لكم الخراج؟ (١) قال أبو جهل: نعم وأبيك، لنعطينكها وعشرَ أمثالها، فما هي؟ قال: قولوا:"لا إله إلا الله"! فأبوا واشمأزُّوا. قال أبو طالب: يابن أخي، قل غيرها، فإن قومك قد فزعوا منها ! قال: يا عم، ما أنا بالذي أقول غيرها حتى يأتوني بالشمس فيضعوها في يديّ، (٢) ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يديّ ما قلت غيرها! إرادةَ أن يُؤْيسهم، فغضبوا وقالوا: لتكفّنَّ عن شتمك آلهتنا، أو لنشتمنك ولنشتمن من يأمرك. فذلك قوله(فيسبوا الله عدوًا بغير علم).
١٣٧٤١- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة قال: كان المسلمون يسبون أصنام الكفار، فيسب الكفار الله عدوًا بغير علم، فأنزل الله:(ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم).
١٣٧٤٢- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:(فيسبوا الله عدوًا بغير علم) قال: إذا سببت إلهه سبَّ إلهك، فلا تسبوا آلهتهم.
* * *
قال أبو جعفر: وأجمعت الحجة من قرأة الأمصار على قراءة ذلك: (٣) ( فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ )، بفتح العين، وتسكين الدال، وتخفيف الواو من قوله:(عدوًا)، على أنه مصدر من قول القائل:"عدا فلان على فلان"،

(١) في المطبوعة :(( ودانت لكم بها العجم بالخراج ))، وفي المطبوعة :(( ودانت لكم بها العجم الحراح )) غير منقوطة، وفي تفسير ابن كثير ٣ : ٣٧٤، ما أثبته، وهو الصواب إن شاء الله.
(٢) في المطبوعة :(( حتى يأتوا بالشمس ))، وأثبت ما في المخطوطة.
(٣) في المطبوعة :(( وأجمعت الأمة من قراء الأمصار ))، لم يحسن قراءة ما في المخطوطة.


الصفحة التالية
Icon