إلى الله حُفَاة غُرْلا( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ). (١)
* * *
= (٢) ما يبيِّن صحة القول الذي قلنا في ذلك، من أن معناه: أن الخلقَ يعودون إلى الله يوم القيامة خلقًا أحياء، كما بدأهم في الدنيا خلقًا أحياء.
* * *
يقال منه:"بدأ الله الخلق يبدؤهم = وأبدأَهُم يُبْدِئهم إبداءً"، بمعنى خلقهم، لغتان فصيحتان.
* * *
ثم ابتدأ الخبر جل ثناؤه عما سبق من علمه في خلقه، وجرى به فيهم قضاؤه، فقال: هدى الله منهم فريقًا فوفّقهم لصالح الأعمال فهم مهتدون، وحقَّ على فريق منهم الضلالة عن الهدى والرشاد، باتخاذهم الشيطان من دون الله وليًّا.
* * *
وإذا كان التأويل هذا، كان"الفريق" الأول منصوبًا بإعمال"هدى" فيه، و"الفريق"، الثاني بوقوع قوله:"حق" على عائد ذكره في"عليهم"، كما قال جل ثناؤه:( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )، (٣) [سورة الإنسان: ٣١]
* * *
وهذا الخبر رواه البخاري من طريق شعبة، عن المغيرة في صحيحه ( الفتح ٨ : ٣٣٢ / ١١ : ٣٣١ ) مطولا، ورواه مسلم في صحيحه مطولا : ١٧ : ١٩٣، ١٩٤ من طريق شعبة أيضًا. ورواه أحمد في المسند مطولا ومختصرًا رقم : ١٩٥٠، ٢٠٢٧، من طريق سفيان الثوري مختصرًا، كما رواه الطبري. ثم رواه مطولا من طريق شعبة رقم : ٢٠٩٦، ٢٢٨١، ٢٢٨٢. ورواه النسائي في سننه ٤ : ١١٧.
وسيرويه أبو جعفر بأسانيده هذه فيما يلي، في تفسير (( سورة الأنبياء )) ١٧ : ٨٠ ( بولاق ).
و (( الغرل )) جمع (( أغرل ))، هو الأقلف الذي لم يختن.
(٢) هذا تمام الكلام الأول، والسياق :
(( على أن في الخبر الذي روى عن رسول الله | ما يبيّن صحة القول )). |