نَعِمْ، إِذَا قالَهَا، مِنْهُ مُحَقَّقَةٌ... وَلاتَخِيبُ"عَسَى" مِنْهُ وَلا قَمنُ (١)
بكسر"نعم".
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القراءة عندنا(نَعَمْ) بفتح"العين"، لأنها القراءة المستفيضة في قرأة الأمصار، واللغة المشهورة في العرب.
* * *
وأما قوله:(فأذن مؤذن بينهم)، يقول: فنادى مناد، وأعلم مُعْلِمٌ بينهم =(أن لعنة الله على الظالمين)، يقول: غضب الله وسخطه وعقوبته على مَنْ كفر به. (٢)
* * *
وقد بينا القول في"أنّ" إذا صحبت من الكلام ما ضارع الحكاية، وليس بصريح الحكاية، بأنها تشددها العرب أحيانًا، وتوقع الفعل عليها فتفتحها وتخففها أحيانًا، وتعمل الفعل فيها فتنصبها به، وتبطل عملها عن الاسم الذي يليها، فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (٣)
* * *
وإذ كان ذلك كذلك، فسواء شُدِّدت"أن" أو خُفِّفت في القراءة، إذ كان معنى الكلام بأيّ ذلك قرأ القارئ واحدًا، وكانتا قراءتين مشهورتين في قرأة الأمصار.
* * *
وكان في المطبوعة :(( ولا تجيء عسى ))، غير ما في المخطوطة، وهو الصواب. لأنه قال إن العدة بنعم محققة، وبما أقل منها في الوعد محقق أيضًا لا يخيب معها سائله.
(٢) انظر تفسير (( اللعنة )) فيما سلف ص : ٤١٦، تعليق : ١، والمراجع هناك.
(٣) انظر ما سلف قريبًا ص ٤٤٣ - ٤٤٥.