قال ابن جريج قال عبد الله بن كثير: وإخوانهم من الجن، يمدون إخوانهم من الإنس =(ثم لا يقصرون)، يقول لا يقصر الإنسان. قال: و"المد" الزيادة، يعني: أهل الشرك، يقول: لا يُقصر أهل الشرك، كما يقصر الذين اتقوا، لا يرعَوُون، لا يحجزهم الإيمان (١) = قال ابن جريج قال مجاهد(وإخوانهم)، من الشياطين =(يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون)، استجهالا يمدون أهل الشرك = قال ابن جريج:( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ )، [سورة الأعراف: ١٧٩]. قال: فهؤلاء الإنس. يقول الله:(وإخوانهم يمدونهم في الغي).
١٥٥٦٨ - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: ثني محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة:(وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون) قال: إخوان الشياطين، يمدهم الشياطين في الغيّ =(ثمّ لا يقصرون).
١٥٥٦٩ - حدثنا محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد =(وإخوانهم)، من الشياطين.(يمدونهم في الغي)، استجهالا.
* * *
وكان بعضهم يتأول قوله:(ثم لا يقصرون)، بمعنى: ولا الشياطين يقصرون في مدِّهم إخوانَهم من الغيّ.
* ذكر من قال ذلك:
١٥٥٧٠ - حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله:(وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون)، عنهم، ولا يرحمونهم.
* * *
قال أبو جعفر: وقد بينا أولى التأويلين عندنا بالصواب. وإنما اخترنا ما اخترنا

(١) في المطبوعة مكان (( لا يرعوون )). (( لأنهم لا يحجزهم ))... )). لم يحسن قراءتها، لأنها كانت في المخطوطة :(( لا يرعون )). والصواب ما أثبت (( ارعوى عن القبيح )). ندم. فانصرف عنه وكف.


الصفحة التالية