١٥٦٥٨ - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: أصبت سيفًا يوم بدر فأعجبني، فقلت: يا رسول الله، هبه لي! فأنزل الله: "يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول". (١)
١٥٦٥٩- حدثنا ابن المثنى وابن وكيع= قال ابن المثنى: حدثني أبو معاوية= وقال ابن وكيع: حدثنا أبو معاوية= قال: حدثنا الشيباني، عن محمد بن عبيد الله، عن سعد بن أبي وقاص قال: فلما كان يوم بدر، (٢) قتل أخي عُمَيْر، وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه، وكان يسمى "ذا الكتيفة"، (٣) فجئت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اذهب فاطرحه في القبض! (٤) فطرحته ورجعتُ، وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي، وأخذ سَلَبي! قال: فما جاوزت إلا قريبًا، حتى نزلت عليه "سورة الأنفال"، فقال: اذهب فخذ سيفك!= ولفظ الحديث لابن المثنى. (٥)

(١) الأثر : ١٥٦٥٨ - هو مختصر الحديث رقم : ١٥٦٦٢، وهو إسناد صحيح، وسأخرجه هناك.
(٢) في المطبوعة :" لما كان "، حذف الفاء، وأثبت ما في المخطوطة.
(٣) " ذو الكتيفة " على وزن " عظيمة "، و " الكتيفة " : حديدة عريضة طويلة، وربما كانت كأنها صحيفة، وربما سموا السيف " كتيفًا ".
(٤) " القبض " ( بفتحتين ) قال أبو عبيد القاسم بن سلام :" القبض، الذي تجمع عنده الغنائم ". وقال غيره : بمعنى المقبوض، وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن تقسم.
(٥) الأثر : ١٥٦٥٩ - " أبو معاوية "، هو الضرير، " محمد بن خازم التميمي السعدي " ثقة، من شيوخ أحمد، روى له الجماعة.
وكان في المطبوعة هنا :" قال ابن المثنى حدثني معاوية "، حذف " أبو "، كأنه ظن أن ابن المثنى قال :" معاوية "، وأن ابن وكيع قال " أبو معاوية "، وأن هذا هو وجه الاختلاف ! والصواب أن الاختلاف في أن ابن المثنى قال :" حدثني "، وأن ابن وكيع قال :" حدثنا ". فهذا مبلغ الإساءة في التصرف !!.
و " الشيباني "، هو " أبو إسحاق الشيباني " :" سليمان بن أبي سليمان " الثقة الحجة، مضى مرارًا كثيرة
و " محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي "، " أبو عون الثقفي "، تابعي ثقة ولكنه لم يدرك سعد ابن أبي وقاص، وروايته عن سعد مرسلة. ( انظر شرح الإسناد في مسند أحمد ). مضى برقم : ٧٥٩٥، ١٣٩٦٥.
وهذا الخبر ضعيف الإسناد، لانقطاعه.
رواه أحمد في مسنده برقم : ١٥٥٦،
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال : ٣٠٣، بمثله. وقال في خلال الخبر "... قتلت سعيد بن العاص = وقال غيره : العاص بن سعيد. قال أبو عبيد : هذا عندنا هو المحفوظ ". ثم قال تعقيبًا عليه " قال أبو عبيد : وقال أهل العلم بالمغازي : قاتل العاص، علي بن أبي طالب ". والذي قاله أبو عبيد هو الصواب.
فالذي جاء في الخبر هنا " سعيد بن العاص " وهم، فإن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ابن أمية الأموي، متأخر، قبض رسول الله عليه وله تسع سنين، وهو لم يشرك قط وقتل أبوه " العاص بن سعيد " يوم بدر كافرًا، أما جده " سعيد بن العاص بن أمية "، فمات قبل بدر مشركًا. ويكون الصواب كما قال ابن حجر في الإصابة في ترجمة " عمير بن أبي وقاص " :" العاص بن سعيد بن العاص "، ويكون الاختلاف إذن في الذي قتله : أهو علي بن أبي طالب، أم سعد بن أبي وقاص ؟ وإن كنت لم أجد هذا الاختلاف. وهذا موضع يحتاج إلى فضل تحقيق. وانظر التعليق على رقم : ١٥٦٦٤.
هذا، وقد رأيت بعد في الروض الأنف ٢ : ٧٦، هذا الخبر عن أبي عبيد وفيه " العاصي ابن سعيد بن العاصي " في صلب الخبر، ورأيت ذكر هذا الاختلاف في الروض الأنف ٢ : ١٠٢، ١٠٣.


الصفحة التالية
Icon