لكم، تبشركم بنصر الله إياكم على أعدائكم (١) = "ولتطمئن به قلوبكم"، يقول: ولتسكن قلوبكم بمجيئها إليكم، وتوقن بنصرة الله لكم (٢) = "وما النصر إلا من عند الله"، يقول: وما تنصرون على عدوكم، أيها المؤمنون، إلا أن ينصركم الله عليهم، لا بشدة بأسكم وقواكم، بل بنصر الله لكم، لأن ذلك بيده وإليه، ينصر من يشاء من خلقه= "إن الله عزيز حكيم" يقول: إن الله الذي ينصركم، وبيده نصرُ من يشاء من خلقه= "عزيز"، لا يقهره شيء، ولا يغلبه غالب، بل يقهر كل شيء ويغلبه، لأنه خلقه= "حكيم"، يقول: حكيم في تدبيره ونصره من نصر، وخذلانه من خذل من خلقه، لا يدخل تدبيره وهن ولا خَلل. (٣)
* * *
وروي عن عبد الله بن كثير عن مجاهد في ذلك، ما:-
١٥٧٥٧- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج عن ابن جريج قال، أخبرني ابن كثير: انه سمع مجاهدًا يقول: ما مدّ النبي ﷺ مما ذكر الله غيرُ ألف من الملائكة مردفين، وذكر "الثلاثة" و"الخمسة" بشرى، ما مدُّوا بأكثر من هذه الألف الذي ذكر الله عز وجل في "الأنفال"، وأما "الثلاثة" و"الخمسة"، فكانت بشرَى.
* * *
وقد أتينا على ذلك في "سورة آل عمران"، بما فيه الكفاية. (٤)
(٢) انظر تفسير " الاطمئنان " فيما سلف ٥ : ٤٩٢ ٩ : ١٦٥ ١١ : ٢٢٤.
(٣) انظر تفسير " عزيز " و " حكيم " فيما سلف من فهارس اللغة ( عزز )، ( حكم ).
(٤) انظر ما سلف ٧ : ١٧٣ - ١٩٢.