الشيطان، بتخويفه إياهم عدوهم، واستجلاد الأرض لهم، (١) حتى انتهوا إلى منزلهم الذي سبق إليه عدوهم. (٢)
١٥٧٨١- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: ثم ذكر ما ألقى الشيطان في قلوبهم من شأن الجنابة، وقيامهم يصلون بغير وضوء، فقال: "إذ يغشيكم النعاسَ أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام"، حتى تشتدون على الرمل، وهو كهيئة الأرض.
١٥٧٨٢- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية قال، حدثنا داود بن أبي هند قال: قال رجل عند سعيد بن المسيب= وقال مرة: قرأ=(وينزل عليكم من السماء ماء ليطهِّركم به)، (٣) فقال سعيد: إنما هي: " وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ". قال: وقال الشعبي: كان ذلك طشًا يوم بدر.
* * *
وقد زعم بعض أهل العلم بالغريب من أهل البصرة، أن مجاز قوله:(ويثبت به الأقدام)، ويفرغ عليهم الصبر وينزله عليهم، فيثبتون لعدوهم. (٤)
و " استجلدت الأرض "، مما لم تذكره معاجم اللغة، وهو عريق فصيح.
(٢) الأثر : ١٥٧٨٠ - سيرة ابن هشام ٢ : ٣٢٣، وهو تابع الأثر السالف رقم : ١٥٧٤٠. وكان في المطبوعة :" الذي سبق "، غير ما كان في المخطوطة، وهو المطابق لما في سيرة ابن هشام، وهو الصواب.
(٣) في المطبوعة كتب " ليطهركم بها "، غير ما في المخطوطة، ولا أدري من أين جاء بها، ولم أجد قراءة كهذه القراءة، بل المعروف أن قراءة عامة القرأة " ليطهركم به " بتشديد الهاء مكسورة، من " طهر " مضعفًا، وأن سعيد بن المسيب، قد انفرد بقراءة " ليطهركم "، كما ضبطتها، بضم الياء، وسكون الطاء وكسر الهاء. من " أطهر "، وهي قراءة شاذة. انظر شواذ القراءات لابن خالويه : ٤٩، وتفسير أبي حيان ٤ : ٤٦٨
(٤) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ : ٢٤٢.