القول في تأويل قوله :﴿ إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٤) ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره:(وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله)، ، إلا من عَهْدِ الذين عاهدتم من المشركين، أيها المؤمنون (١) =(ثم لم ينقصوكم شيئا)، من عهدكم الذي عاهدتموهم =(ولم يظاهروا عليكم أحدًا)، من عدوكم، فيعينوهم بأنفسهم وأبدانهم، ولا بسلاح ولا خيل ولا رجال (٢) =(فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم)، يقول: فَفُوا لهم بعهدهم الذي عاهدتموهم عليه، (٣) ولا تنصبوا لهم حربًا إلى انقضاء أجل عهدهم الذي بينكم وبينهم =(إن الله يحب المتقين)، يقول: إن الله يحب من اتقاه بطاعته، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه. (٤)
١٦٤٧١- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:(فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم)، يقول: إلى أجلهم.
١٦٤٧٢- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق:(إلا الذين عاهدتم من المشركين)، : أي العهد الخاص إلى الأجل المسمى =(ثم لم ينقصوكم شيئا)، الآية. (٥)

(١) انظر تفسير " المعاهدة " فيما سلف ص : ٢١، تعليق : ٢، والمراجع هناك.
(٢) انظر تفسير "المظاهرة" فيما سلف ٢ : ٣٠٤.
(٣) انظر تفسير " الإتمام " فيما سلف ١٣ : ٨٧، تعليق ١، والمراجع هناك.
(٤) انظر تفسير " التقوى " فيما سلف من فهارس اللغة ( وقى ).
(٥) الأثر : ١٦٤٧٢ - سيرة ابن هشام ٢ : ١٨٨، وهو تابع الأثر السالف رقم : ١٦٤٦٩.


الصفحة التالية
Icon