ميكائيل وإسرافيل معه =(إبراهيم)، يعني: إبراهيم خليل الله =(بالبشرى)، يعني: بالبشارة. (١)
* * *
واختلفوا في تلك البشارة التي أتوه بها.
فقال بعضهم: هي البشارة بإسحاق.
وقال بعضهم: هي البشارة بهلاك قوم لوط.
* * *
=(قالوا سلاما)، يقول: فسلموا عليه سلامًا.
* * *
ونصب "سلامًا" بإعمال "قالوا" فيه، كأنه قيل: قالوا قولا وسلَّموا تسليمًا.
* * *
=(قال سلام)، يقول: قال إبراهيم لهم: سلام = فرفع "سلامٌ"، بمعنى : عليكم السلام= أو بمعنى : سلام منكم.
* * *
وقد ذكر عن العرب أنها تقول: "سِلْمٌ" بمعنى السلام، كما قالوا: "حِلٌّ وحلالٌ"، وحِرْم وحرام". وذكر الفرَّاء أن بعض العرب أنشده: (٢)
مَرَرْنَا فَقُلْنَا إِيهِ سِلْمٌ فَسَلَّمَتْ... كَمَا اكْتَلَّ بِالَبْرقِ الغَمَامُ الَّلوَائِحُ (٣)

(١) انظر تفسير " البشرى " فيما سلف من فهارس اللغة ( بشر ).
(٢) لم أعرف قائله. والذي أنشده الفراء في تفسير هذه الآية بيت آخر غير هذا البيت، شاهدًا على حذف " عليكم "، وهو قوله : فَقُلْنَا :
السَّلامُ، فاتَّقَتْ مِنْ أَمِيرَها وَمَا كَانَ إلاَّ وَمْؤُها بالحواجِبِ
وأما هذا البيت الذي هنا، فقد ذكره صاحب اللسان في مادة ( كلل )، عن ابن الأعرابي، فلعل الفراء أنشده في مكان آخر.
(٣) اللسان ( كلل )، يقال :" انكل السحاب عن البرق، واكتل "، أي : لمع به، و" اللوائح " التي لاح برقها، أي لمع وظهر.


الصفحة التالية
Icon