السلام، قرّب إليهم العجل، فجعلوا ينكتُون بقِداح في أيديهم من نبْل، ولا تصل أيديهم إليه، نكرهم عند ذلك. (١)
* * *
يقال منه: "نكرت الشيء أنكره"، و"أنكرته أنكره "، بمعنى واحد، ومن "نكرت" و"أنكرت"، قول الأعشى:
وَأَنْكَرَتْنِي وَمَا كَانَ الَّذِي نَكِرَتْ... مِنَ الحَوَادِثِ، إلا الشَّيْبَ وَالصَّلَعَا (٢)
فجمع اللغتين جميعا في البيت. وقال أبو ذؤيب:
فَنَكِرْنَهُ، فَنَفَرْنَ، وامْتَرَسَتْ بِهِ... هَوْجَاءُ هَادِيَةٌ وَهَادٍ جُرْشُعُ (٣)
* * *
(١) الأثر : ١٨٣١٣ - " الأسود بن قيس العبدي، البجلي "، ثقة، روى له الجماعة، مضى برقم : ٧٤٤٠.
و" جندب بن سفيان "، منسوب إلى جده، وهو :" جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي "، كان على عهد النبي ﷺ غلامًا حزورًا، كما قال هو، وهو الذي راهق، ولم يدرك بعد. مترجم في الإصابة، وغيره، وفي التهذيب، والكبير ١ / ٢ / ٢٢٠، وابن أبي حاتم ١ / ١ / ٥١٠.
(٢) ديوانه : ٧٢، ومجاز القرآن لأبي عبيدة ١ : ٢٩٣، واللسان ( نكر ) وغيرهما، وسيأتي في التفسير ٢٩ : ١٤٥ ( بولاق )، ومما يرويه أبو عبيدة، أن أبا عمرو بن العلاء قال :" أنا قلت هذا البيت وأستغفر الله "، فلم يروه، وأنه أنشد بشارًا هذا البيت وهو يسمعه وقيل له : إنه للأعشى، فقال : ليس هذا من كلامه. فقلت له : يا سيدي، ولا عرف القصيدة. ثم قال : أعمى شيطان. وهذه قصة تروى أنا في شك منها.
(٣) ديوانه، ( ديوان الهذليين ) ١ : ٨، وشرح المفضليات : ٨٦٧، وغيرهما، يذكر حمر الوحش، لما شرعت في الماء، وسمعت حس الصائد، فقال :
يقول : سمعن حس الصائد، يحجبه ما ارتفع من الحرة وهو " شرف الحجاب "، ثم يقول : سمعن ما رابهن من قرع القوس وصوت الوتر، وسمعن نميمة الصائد، وهو ما ينم عليه من حركته، و" المتلبب "المحتزم بثوبه. و" الجشء " القضيب الذي تعمل منه القوس. و" أجش " غليظ الصوت. و" الأقطع " جمع " قطع " ( بكسر فسكون )، وهو نصل بين النصلين، صغير. يقول : فلما سمعت ذلك أنكرته فنفرت، فامترست الأتان بالحمار، أي دنت منه دنوًا شديدًا، من شدة ملازمتها له. و"سطعاء " طويلة العنق، و"هادية " متقدمة، وهو "هاد " متقدم، " جرشع "، منتفخ الجنبين.
وأما رواية " هوجاء هادية "، فإنه يعني : جريئة متقدمة..
و" جندب بن سفيان "، منسوب إلى جده، وهو :" جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي "، كان على عهد النبي ﷺ غلامًا حزورًا، كما قال هو، وهو الذي راهق، ولم يدرك بعد. مترجم في الإصابة، وغيره، وفي التهذيب، والكبير ١ / ٢ / ٢٢٠، وابن أبي حاتم ١ / ١ / ٥١٠.
(٢) ديوانه : ٧٢، ومجاز القرآن لأبي عبيدة ١ : ٢٩٣، واللسان ( نكر ) وغيرهما، وسيأتي في التفسير ٢٩ : ١٤٥ ( بولاق )، ومما يرويه أبو عبيدة، أن أبا عمرو بن العلاء قال :" أنا قلت هذا البيت وأستغفر الله "، فلم يروه، وأنه أنشد بشارًا هذا البيت وهو يسمعه وقيل له : إنه للأعشى، فقال : ليس هذا من كلامه. فقلت له : يا سيدي، ولا عرف القصيدة. ثم قال : أعمى شيطان. وهذه قصة تروى أنا في شك منها.
(٣) ديوانه، ( ديوان الهذليين ) ١ : ٨، وشرح المفضليات : ٨٦٧، وغيرهما، يذكر حمر الوحش، لما شرعت في الماء، وسمعت حس الصائد، فقال :
فَشَرِبْنَ ثُمَّ سَمِعْنَ حِسًّا دُونَهُ | شَرَفُ الحِجَابِ، وَرَيْبَ قَرْعٍ يَقْرَعُ |
وَنمِيمَةً مِنْ قَانِصٍ متلبِّبٍ | في كَفِّهِ جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ |
وأما رواية " هوجاء هادية "، فإنه يعني : جريئة متقدمة..