(إن كنتم للرؤيا تعبرون) [ سورة : يوسف : ٤٣ ] تلك أرادوا أن يوصل الفعل إليها باللام، كما يوصل بالباء، كما تقول:"قدمت له طعامًا"، تريد قدّمت إليه، وقال:(يأكلن ما قدمتم لهن)، [ سورة يوسف : ٤٨ ] ومثله قوله:(قل الله يهدي للحق) [ سورة : يونس : ٣٥ ] قال: وإن شئت كان:( فيكيدوا لك كيدا)، في معنى:"فيكيدوك"، وتجعل اللام مثل:(لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُون) [ سورة الأعراف : ١٥٤] وقد قال"لربهم يرهبون" إنما هو بمكان:"ربَّهم يرهبون".
* * *
وقال بعضهم: أدخلت اللام في ذلك، كما تدخل في قولهم:"حمدت لك" و"شكرت لك"، و"حمدتك" و"شكرتك". وقال: هذه لام جلبها الفعل، (١) فكذلك قوله:(فيكيدوا لك كيدا) تقول: فيكيدوك=، أو: يكيدوا لك، فيقصدوك، ويقصدوا لك، قال:"وكيدًا": توكيدٌ.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى :﴿ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦) ﴾
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره، مخبرًا عن قيل يعقوب لابنه يوسف، لما قصّ عليه رؤياه:(وكذلك يجتبيك ربك) وهكذا يجتبيك ربك. يقول: كما أراك ربك الكواكب والشمسَ والقمرَ لك سجودًا، فكذلك يصطفيك ربك، (٢) كما:-

(١) في المطبوعة والمخطوطة :" هذه لام عليها الفعل"، والصواب ما أثبت.
(٢) انظر تفسير" الاجتباء" فيما سلف ١٣ : ٣٤١، تعليق : ١، والمراجع هناك.


الصفحة التالية
Icon