١٩٢٨٤ - حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي، قال: قال يوسف لهما:(لا يأتيكما طعام ترزقانه)، في النوم =(إلا نبأتكما بتأويله)، في اليقظة.
١٩٢٨٥ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قال يوسف لهما:(لا يأتيكما طعام ترزقانه)، يقول: في نومكما =(إلا نبأتكما بتأويله).
* * *
ويعنى بقوله(بتأويله) : ما يؤول إليه ويصير ما رأيا في منامهما من الطعام الذي رأيا أنه أتاهما فيه.
* * *
وقوله:(ذلكما مما علمني ربي)، يقول: هذا الذي أذكر أني أعلمه من تعبير الرؤيا، مما علمني ربى فعلمته =(إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله) = وجاء الخبر مبتدأ، أي: تركت ملة قوم، والمعنى: ما ملت، وإنما ابتدأ بذلك، لأن في الابتداء الدليل على معناه.
* * *
وقوله:(إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله)، يقول: إني برئت من ملة من لا يصدق بالله، ويقرّ بوحدانيته (١) =(وهم بالآخرة هم كافرون)، يقول: وهم مع تركهم الإيمان بوحدانية الله، لا يقرّون بالمعاد والبعث، ولا بثواب ولا عقاب.
* * *
= وكُررت"هم" مرتين، فقيل:(وهم بالآخرة هم كافرون)، لما دخل بينهما قوله:(بالآخرة)، فصارت"هم" الأولى كالملغاة، وصار الاعتماد على الثانية، كما قيل:( وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ) [سورة النمل: ٢/ سورة لقمان: ٤ ]، وكما قيل:( أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ) [سورة المؤمنون: ٣٥]
* * *

(١) انظر تفسير" الملة" فيما سلف ١٢ : ٥٦١، تعليق : ٤، والمراجع هناك.


الصفحة التالية
Icon