أي المقهور. ومن قول لبيد:
فَبَاتَ وَأَسْرَى الْقَوْمُ آخِرَ لَيْلِهِمْ... وَمَا كَانَ وقافًا بِغَيْرِ مُعَصَّرِ (١)
وذلك تأويل يكفي من الشهادة على خطئه خلافه قول جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين.
* * *
وأما القول الذي رَوَى الفرج بن فضالة، عن علي بن أبي طلحة، (٢) فقولٌ لا معنى له، لأنه خلاف المعروف من كلام العرب، وخلاف ما يعرف من قول ابن عباس.
* * *

(١) ديوانه، القصيدة ١٤، بيت رقم : ١٢، ومجاز القرآن لأبي عبيدة ١ : ٢٩٥، ٣١٤، واللسان ( عصر )، و غيرها، من قصيدة ذكر فيها من هلك من قومه، وهذا البيت من ذكر قيس بن جزء ابن خالد بن جعفر، وكان خرج غازيًا فظفر، فلما رجع مات فجأه على ظهر فرسه، بات على فرسه ربيئة لأصحابه، وعليه الدرع، فهرأه البرد فقتله. ففي ذلك يقول لبيد : فَبَات..............................................
وقيسُ بن جَزْءٍ يَوْمَ نَادَى صِحَابَهُ فَعَاجُوا عَلَيْهِ مِنْ سَوَاهِمَ ضمَّرِ
طَوَتْهُ المَنَايَا فَوْقَ جَرْدَاءَ شَطْبَةٍ تَدِفُّ دَفِيفَ الطَّائحِ المُتَمَطِّرِ
يقول : نادى صحابه، فعطفوا عليه خيلا قد لوحها السفر وهزلها، وقد أخذته يد الموت وهو على ظهر فرسه الجرداء الطويلة، " تدف"، أي تطير طيرانًا كما يفعل الطائر وهو قريب من وجه الأرض، و" الرائح المتمطر"، وهو الطائر الذي يؤوب إلى فراخه، طائرًا في المطر، هاربًا منه، فذلك أسرع له.
يقول : فبات عليها هلكًا، وسار أصحابه، ولم يتأخر عنهم إلا لأمر أصابه. ورواية الديوان :" بدار معصر"، وذكر الرواية الأخرى.
(٢) انظر رقم : ١٩٣٩١.


الصفحة التالية
Icon