١٩٤٩٣-... قال، حدثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي قال: خاف يعقوب ﷺ على بنيه العين، فقال:(يا بني لا تدخلوا من باب واحد). فيقال: هؤلاء لرجل واحدٍ! ولكن ادخلوا من أبواب متفرقة.
١٩٤٩٤- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: لما أجمعوا الخروجَ= يعني ولد يعقوب= قال يعقوب:(يا بنيّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة)، خشي عليهم أعين الناس، لهيأتهم، وأنهم لرجل واحدٍ.
* * *
وقوله:(وما أغني عنكم من الله من شيء)، يقول: وما أقدر أن أدفع عنكم من قضاء الله الذي قد قضاه عليكم من شيء صغير ولا كبير، لأن قضاءه نافذ في خلقه (١) =(إن الحكم إلا لله)، يقول: ما القضاء والحكم إلا لله دون ما سواه من الأشياء، فإنه يحكم في خلقه بما يشاء، فينفذ فيهم حكمه، ويقضي فيهم، ولا يُرَدّ قضاؤه=(عليه توكلت)، يقول: على الله توكلت فوثقت به فيكم وفي حفظكم عليّ، حتى يردكم إليّ وأنتم سالمون معافون، لا على دخولكم مصر إذا دخلتموها من أبواب متفرقة=(وعليه فليتوكل المتوكلون)، يقول: وإلى الله فليفوِّض أمورَهم المفوِّضون. (٢)
* * *

(١) انظر تفسير" أغنى" فيما سلف ١٥ : ٤٧٢، تعليق : ١، والمراجع هناك.
(٢) انظر تفسير" التوكل" فيما سلف ١٥ : ٥٤٥، تعليق : ١، والمراجع هناك.


الصفحة التالية