(١)
فَلَسْتُ بِآمِرٍ فِيهَا بِسَلْمٍ... وَلَكِنِّي عَلَى نَفْسِي زَعِيمُ (٢)
وأصل"الزعيم"، في كلام العرب: القائم بأمر القوم، وكذلك"الكفيل" و"الحميل". ولذلك قيل: رئيس القوم زعيمهم ومدبِّرهم. يقال منه:"قد زَعُم فلان زعامة وزَعامًا"، (٣) ومنه قول ليلى الأخيلية:
حَتَّى إذَا بَرَزَ اللِّوَاءُ رَأَيْتَهُ... تَحْتَ اللِّوَاءِ عَلَى الخَمِيسِ زَعِيمَا (٤)
* * *
القول في تأويل قوله تعالى :﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (٧٣) ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف:(تالله) يعني: والله.
* * *
وهذه التاء في(تالله)، إنما هي"واو" قلبت"تاء" كما فعل ذلك في"التوراة" وهي من"ورّيت"، (٥) و"التُّراث"، وهي من"ورثت"، و"التخمة"
(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة ١ : ٣١٥، وبعد البيت، وفيه تمام معناه :
بِغَزْوٍ مِثْلِ وَلْغِ الذِّئْبِ حَتَّى | يَنُوءَ بِصَاحِبي ثَأْرٌ مُنِيمُ |
(٣) قوله :" وزعامًا"، هذا المصدر مما أغفلته معاجم اللغة، فليقيد في مكانه.
(٤) اللسان ( زعم ) وأمالي القالي ١ : ٢٤٨، وسمط اللآلئ ٥٦١، وتمام تخريجها هناك، من قصيدة لها تعرض فيها بابن الزبير، وقبل البيت :
وَمُخَرَّقِ عَنْهُ القَمِيصُ تَخَالُه | وَسْطَ البُيُوتِ مِنَ الحَياء سَقِيمَا |