وقوله:(وسخر الشمس والقمر) يقول: وأجرى الشمس والقمر في السماء، فسخرهما فيها لمصالح خلقه، وذلَّلَهما لمنافعهم، ليعلموا بجريهما فيها عدد السنين والحساب، ويفصلوا به بين الليل والنهار.
* * *
وقوله:(كل يجري لأجل مسمَّى) يقول جل ثناؤه: كل ذلك يجري في السماء=(لأجل مسمى): أي: لوقت معلوم، (١) وذلك إلى فناء الدنيا وقيام القيامة التي عندها تكوَّر الشمس، ويُخْسف القمر، وتنكدر النجوم.
=وحذف ذلك من الكلام، لفهم السامعين من أهل لسان من نزل بلسانه القرآن معناه، وأن(كلّ)" لا بدَّ لها من إضافة إلى ما تحيط به. (٢)
* * *
وبنحو الذي قلنا في قوله:(لأجل مسمى) قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
٢٠٠٦١- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:(وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمّى) قال: الدنيا. (٣)
* * *
وقوله:(يدبِّر الأمر) يقول تعالى ذكره: يقضي الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها أمورَ الدنيا والآخرة كلها، ويدبِّر ذلك كله وحده، بغير شريك ولا ظهير ولا معين سُبْحانه. (٤)
* * *

(١) انظر تفسير" الأجل المسمى" فيما سلف ٦ : ٤٣ / ١١ : ٢٥٦ - ٢٥٩، ٤٠٧.
(٢) انظر تفسير" كل" وأحكامها فيما سلف ١٥ : ٥٤٠، تعليق : ١، والمراجع هناك. وانظر ما قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ : ٣٢١.
(٣) قوله" الدنيا"، كأنه يعني : فناء الدنيا، فاقتصر على ذكر" الدنيا"، لأنه معلوم بضرورة الدين أنها فانية، وإنما الخلود في الآخرة.
(٤) انظر تفسير" التدبير" فيما سلف ١٥ : ١٨، ١٩، ٨٤.


الصفحة التالية
Icon