إلى طاعتي ومعصية الله، فاستجبتم لدعائي (١) =( فلا تلوموني )، على إجابتكم إياي( ولوموا أنفسكم )، عليها =( ما أنا بمُصْرِخِكم )، يقول: ما أنا بمُغِيثكم =( وما أنتم بمصرخِيَّ )، ولا أنتم بمُغيثيَّ من عذاب الله فمُنْجِيَّ منه =( إني كفرت بما أشركتمون من قبل )، يقول: إني جَحدْت أن أكون شريكًا لله فيما أشركتموني فيه من عبادتكم =(من قبل) في الدنيا =( إن الظالمين لهم عذاب أليم )، يقول: إن الكافرين بالله لهم عذاب = "أليم"، من الله موجِع. (٢)
* * *
يقال: " أصْرَختُ الرجلَ"، إذا أغثته "إصراخًا"، و "قد صَرَخ الصَّارخ، يصرُخ، ويَصْرَخ، قليلة، وهو الصَّرِيخ والصُّراخ". (٣)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
٢٠٦٤١ - حدثني محمد بن المثنى قال، حدثنا عبد الأعلى قال، حدثنا داود، عن عامر في هذه الآية:( ما أنا بمُصْرخكم وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتمون من قبل )، قال: خطيبان يقومان يومَ القيامة، إبليسُ وعيسى ابن مريم. فأما إبليس فيقوم في حزبه فيقول هذا القول. وأما عيسى عليه السلام فيقول:( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )، [سورة المائدة : ١١٧ ].

(١) انظر تفسير الاستجابة " فيما سلف : ٤١٦. تعليق : ١، والمراجع هناك.
(٢) انظر تفسير " الإشراك " و " أليم " فيما سلف من فهارس اللغة ( شرك ) ( ألم ).
(٣) " يَصْرَخُ " بفتح الراء، وكذلك هي مضبوطة في المخطوطة، ومضارع " صرخ " بفتح الراء لم أجد من نص عليه في المعاجم، فهذا موضع زيادة.


الصفحة التالية
Icon