٢٠٦٥٥ - حدثنا يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد قال : خطيبُ السَّوْء الصادق إبليس، (١) أفرأيتم صادقًا لم ينفعه صِدقهُ :( إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان )، أقهركم به =( إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي )، قال: أطعتموني =( فلا تلوموني ولوموا أنفسكم )، حين أطعتموني =( ما أنا بمصرخكم )، ما أنا بناصركم ولا مغيثكم =( وما أنتم بمصرخيّ )، وما أنتم بناصريّ ولا مغيثيّ لما بي =( إني كفرت بما أشركتمون من قبل إنّ الظالمين لهم عذاب أليم ).
٢٠٦٥٦ - حدثني المثنى قال، حدثنا سويد قال، حدثنا ابن المبارك، عن الحكم، عن عُمَر بن أبي ليلى أحدِ بني عامر قال : سمعت محمد بن كعب القرظيّ يقول:( وقال الشيطان لما قضي الأمر )، قال: قام أبليس عند ذلك، يعني حين قال أهل جهنم:( سواءٌ علينا أجزِعنا أم صبرنا مالنا من مَحِيص )، فخطبهم، فقال:( إن الله وعدكم وعد الحق، ووعدتكم فأخلفتكم )، إلى قوله:( ما أنا بمصرخكم )، يقول: بمُغْنٍ عنكم شيئًا =( وما أنتم بمصرخيَّ إني كفرت بما أشركتمون من قبل ). قال: فلما سمعوا مقالته مَقَتُوا أنفسهم، قال: فنودوا:( لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ )، الآية [سورة غافر : ١٠ ]. (٢)
* * *

(١) في المطبوعة :" إبليس الصادق "، أخر وقدم بلا داع مفهوم.
(٢) الأثر : ٢٠٦٥٦ - " الحكم المكي "، و " عمر بن أبي ليلى "، انظر ما سلف تعليقًا على الرقم : ٢٠٦٣٩، وهو تتمة ذاك الخبر. وكان في المطبوعة هنا أيضًا " عمرو بن أبي ليلي ".


الصفحة التالية
Icon