والصفاد: القيد، ومنه قول عمرو بن كلثوم:
فَآبُوا بالنِّهابِ وبالسَّبايا... وأُبْنا بالمُلُوكِ مُصَفَّدِينا (١)
ومن جعل الواحد من ذلك صِفادا جمعه: صُفُدا لا أصفادا، وأما من العطاء، فإنه يقال منه: أصفدتُهُ إصفادا، كما قال الأعشى:
تَضَيَّفْتُهُ يَوْما فأكْرَمَ مَجْلِسِي... وأصْفَدَنِي عِنْدَ الزَّمانَةِ قائِدَا (٢)
وقد قيل في العطاء أيضا: صَفَدَني صَفْدا، كما قال النابغة الذبياني:
هَذَا الثَّناءُ فإنْ تَسْمَعْ لِقَائِلِهِ... فَمَا عَرَضْتُ أبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ (٣)
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله( مُقَرَّنِينَ فِي الأصْفَادِ ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى، قال : ثني عبد الله بن صالح، قال : ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله( مُقَرَّنِينَ فِي الأصْفَادِ ) يقول: في وثاق.
حدثني محمد بن عيسى الدامغاني، قال : ثنا ابن المبارك، عن جويبر، عن الضحاك، قال : الأصفاد: السلاسل
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال : ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة( مُقَرَّنِينَ فِي الأصْفَادِ ) قال: مقرّنين في القيود والأغلال.

(١) البيت لعمرو بن كلثوم في معلقته. وآبوا : رجعوا. والنهاب : جمع نهب. والمصفدون : المغللون بالأصفاد، الواحد : صفد، وهو الغل. يقول : ظفرنا بهم، فلم نلتفت إلى أسلابهم، ولا أموالهم، وعمدنا إلى ملوكهم، فصفدناهم في الحديد. وفي ( اللسان : صفه ) : الصفاد : حبل يوثق به أو غل. وهو الصفد، والصفد ( بتسكين الفاء وتحريكها ). والجمع : الأصفاد. قال ابن سيده : لا نعمله كسر على غير ذلك. وفي التنزيل " مقرنين في الأصفاد ". قيل : هي الأغلال. وقيل : القيود. واحدها صفد. وانظر شرح المعلقات السبع للزوزني، وشرح القصائد العشر للتبريزي.
(٢) البيت للأعشى ( اللسان : صفد، وديوان الأعشى طبع القاهرة ص ٦٥ ) من قصيدة يمدح بها هوذة بن علي الحنفي، ويذم الحارث بن وعلة بن مجالد الرقاشي. وتضيفته : نزلت عنده ضيفا، وأصفدني : أعطاني، من الصفد بمعنى العطية هنا. يقول : لما زرت هوذة في " جو " أكرم وفادتي عليه، وقربني من مجلسه، وأعطاني قائدا يقودني لما رأى من آثار الضعف والكلال وسوء البصر، ورواية الديوان :" على " في موضع " عند ".
(٣) هذا البيت للنابغة الذيباني ( مختار الشعر الجاهلي بشرح مصطفى السقا طبعة الحلبي ص ١٥٥ ). والصفد هنا : بمعنى العطاء كالذي قبله. وفي الشطر الثاني منه : فلم أعرض، في مكان : فما عرضت.


الصفحة التالية
Icon