وَلَيْلَةٍ ذَاتِ دُجًى سَرَيْتُ... ولَمْ تَضِرْنِي حَنَّةٌ وَبيْتُ (١)
وقوله:(وَزَكاةً) يقول تعالى ذكره: وآتينا يحيى الحكم صبيا، وزكاة: وهو الطهارة من الذنوب، واستعمال بدنه في طاعة ربه، فالزكاة عطف على الحكم من قوله( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ ).
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:(وَزَكاةً) قال: الزكاة: العمل الصالح.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله(وَزَكاةً) قال: الزكاة: العمل الصالح الزكيّ.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول: في قوله(وَزَكاةً) يعني العمل الصالح الزاكي.
وقوله(وكانَ تَقِيًّا) يقول تعالى ذكره: وكان لله خائفا مؤدّيا فرائضه، مجتنبا محارمه مسارعا في طاعته.
كما: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس( وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا ) قال: طهر فلم يعمل بذنب.
حدثني يونس، قال: خبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله( وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا ) قال: أما الزكاة والتقوى فقد عرفهما الناس.

(١) هذان بيتان من مشطور الرجز، لأبي محمد الفقعسي، وبينهما بيت ثالث، وهو قوله * ولم يلتني عن سراها ليت *
( اللسان : حنن ). وقد استشهد بالبيتين الأولين منهما صاحب اللسان في ( ليت ). واستشهد بهما المؤلف في الجزء الخامس عشر عند تفسير قوله تعالى :( سبحان الذي أسرى بعبده ) وموضع الشاهد هنا في البيت الثالث وهو قوله :" حنة ". قال : وحنة الرجل : امرأته، قال أبو محمد الفقعسي :" وليلة ".... إلخ. الأبيات الثلاثة. قال : وهي طلته وكنيته ونهضته وحاصنته وحاضنته.


الصفحة التالية
Icon