وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنا معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله( أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ) قال: صوتا.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قوله( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ) قال: هل ترى عينا، أو تسمع صوتا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ) يقول: هل تسمع من صوت، أو ترى من عين.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله( أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ) يعني: صوتا.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: ركز الناس: أصواتهم. قال أبو كريب: قال سفيان:( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ) قال: أو تسمع لهم حسا. قال: والركز: الحس.
قال أبو جعفر: والركز في كلام العرب: الصوت الخفيّ، كما قال الشاعر:
فَتَوجَّسَتْ ذِكْرَ الأنِيسِ فَراعَها... عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأنِيسُ سَقامُها (١)
آخر تفسير سورة مريم، والحمد لله رب العالمين

(١) البيت من معلقة لبيد بن ربيع العامري ( جمهرة أشعار العرب ص ٦٣ - ٧٤ وشرح الزوزني للمعلقات السبع، وشرح التبريزي للقصائد العشر ). والرواية في الجمهرة :" وتسمعت رجز الأنيس ". قال : والركز الصوت الخفي. قال تعالى :" أو تسمع لهم ركزا ". ويروي رزا بالتشديد. والأنيس : الإنس. عن ظهر غيب : أي مكان خفي. والغيب ما توارى عنك من أرض أو علم. وفي التبريزي : وتسمعت رز الأنيس. قال : ويروى : توجست ركز الأنيس. أي سمعت البقرة صوت الناس. فأفزعها. ولم تر الناس. والرز والركز الصوت الخفي. وقوله " عن ظهر غيب " معناه : من وراء حجاب، أي تسمع من حيث لا ترى. " الأنيس سقامها " : معناه : والأنيس هلاكها، أي يصيدها وراعها أي أفزعها وفاعل تسمعت ضمير البقرة وفاعل راءها : ضمير للرز، وفي الزوزني وتوجست رز الأنيس، ثم شرح البيت بمثل شرح التبريزي له.


الصفحة التالية
Icon