يقول تعالى ذكره لنبيه موسى صلوات الله عليه:(اذْهَبْ) يا موسى( إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ). يقول: إنه تجاوز قدره، وتمرّد على ربه; وقد بيَّنا معنى الطغيان بما مضى بما أغنى عن إعادته، في هذا الموضع.
وفي الكلام محذوف استغني بفهم السامع بما ذكر منه، وهو قوله( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) فادعه إلى توحيد الله وطاعته، وإرسال بني إسرائيل معك( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) يقول: ربّ اشرح لي صدري، لأعي عنك ما تودعه من وحيك، وأجترئ به على خطاب فرعون
( وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) يقول: وسهل عليّ القيام بما تكلفني من الرسالة، وتحملني من الطاعة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله:( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) قال: جرأة لي.
وقوله( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ) يقول: وأطلق لساني بالمنطق، وكانت فيه فيما ذكر عُجمة عن الكلام الذي كان من إلقائه الجمرة إلى فيه يوم همّ فرعون بقتله.
* ذكر الرواية بذلك عمن قاله: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن سعيد بن جبير، في قوله:( عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ) قال: عجمة لجمرة نار أدخلها في فيه عن أمر امرأة فرعون، تردّ به عنه عقوبة فرعون، حين أخذ موسى بلحيته وهو لا يعقل، فقال: هذا عدو لي، فقالت له. إنه لا يعقل.
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ) لجمرة نار أدخلها في فيه عن أمر امرأة فرعون، تدرأ به عنه عقوبة فرعون، حين أخذ موسى بلحيته وهو لا يعقل، فقال: هذا عدوّ لي، فقالت له: إنه لا يعقل، هذا قول سعيد بن جبير.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ) قال: عجمة الجمرة نار أدخلها في فيه، عن أمر امرأة فرعون تردّ به عنه عقوبة فرعون حين أخذ بلحيته.


الصفحة التالية
Icon