* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ قال: ثني أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله( لَكَانَ لِزَامًا ) يقول: موتا.
وقال آخرون: معناه لكان قتلا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد( لَكَانَ لِزَامًا ) واللزوم: القتل.
وقوله( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ) يقول جلّ ثناؤه لنبيه: فاصبر يا محمد على ما يقول هؤلاء المكذبون بآيات الله من قومك لك إنك ساحر، وإنك مجنون وشاعر ونحو ذلك من القول( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) يقول: وصل بثنائك على ربك، وقال: بحمد ربك، والمعنى: بحمدك ربك، كما تقول: أعجبني ضرب زيد، والمعنى: ضربي زيدا، وقوله:( قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ) وذلك صلاة الصبح( وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ) وهي العصر( وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ ) وهي ساعات الليل، واحدها: إنى، على تقدير حمل، ومنه قول المنخل السعدي:
حُلْوٌ وَمُرّ كَعطْفِ القِدْحِ مِرَّتُهُ... فِي كُلّ إني قَضَاهُ اللَّيْلُ يَنْتَعِلُ (١)
ويعني بقوله( وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ ) صلاة العشاء الآخرة، لأنها تصلى بعد مضيّ آناء من الليل. وقوله( وَأَطْرَافَ النَّهَارِ ) : يعني صلاة الظهر والمغرب، وقيل: أطراف النهار، والمراد بذلك الصلاتان اللتان ذكرتا، لأن صلاة الظهر في آخر طرف النهار الأول، وفي أوّل طرف النهار الآخر، فهي في طرفين منه،
السَّالِكُ الثَّغْرَ مَخْشِيًّا مَوَارِدُهُ | بكُلِّ إني قَضَاه اللَّيْلُ يَنْتَعِلُ |