ألَمْ يَأْتِيكَ والأنْباءُ تَنْمي... بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيادِ (١)
وقال: وهو في "ما" أقل منه في "أن"، لأن "أن" أقلّ شبها بالأسماء من "ما". قال: وسمعت أعرابيا من ربيعه، وسألته عن شيء، فقال: أرجو بذاك: يريد أرجو ذاك.
واختلف أهل التأويل في معنى الظلم الذي من أراد الإلحاد به في المسجد الحرام، أذاقه الله من العذاب الأليم، فقال بعضهم: ذلك هو الشرك بالله وعبادة غيره به: أي بالبيت.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله:( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) يقول: بشرك.
حدثنا عليّ، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بَزَّة، عن مجاهد، قي قوله:( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) هو أن يعبد فيه غير الله.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال:( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) قال: هو الشرك، من أشرك في بيت الله عذّبه الله.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن قتادة، مثله.
وقال آخرون: هو استحلال الحرام فيه أو ركوبه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله:( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ

(١) البيت لقيس بن زهير العبسي كما في ( النوادر لأبي زيد الأنصاري، ص ٢٠٣ ) ولم تحذف الياء في قوله ( يأتيك ) للجازم، للضرورة. والبيت من شواهد الفراء في ( معاني القرآن، ص ٣١٠ ) على أنهم قد يدخلون الحرف الزائد على المصدر المؤول بما وما بعدها. قال : وقد أدخلوها على ( ما ) إذا أرادوا ( أن ) أقل شبها بالأسماء من ( ما ). وسمعت أعرابيا من ربيعة وسألته عن شيء، فقال : أرجو بذلك، يريد : أرجو ذاك.


الصفحة التالية
Icon