الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:(مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) قال: زمرة.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قوله:( نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) قال: زمرة زمرة(فَهُمْ يُوزَعُونَ ).
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله:( مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ) قال: يقول: فهم يدفعون.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، في قوله:( فَهُمْ يُوزَعُونَ ) قال: يحبس أولهم على آخرهم.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة:( فَهُمْ يُوزَعُونَ ) قال: وزعة تردّ أولاهم على أخرهم.
وقد بيَّنت معنى قوله:( يُوزَعُونَ ) فيما مضى قبل بشواهده، فأغني ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله:( حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي ) يقول تعالى ذكره: حتى إذا جاء من كل أمة فوج ممن يكذب بآياتنا فاجتمعوا قال الله:( أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي ) أي: بحججي وأدلتي( وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا ) يقول: ولم تعرفوها حق معرفتها،( أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) فيها من تكذيب أو تصديق.
القول في تأويل قوله تعالى :﴿ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (٨٥) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٨٦) ﴾
يقول تعالى ذكره: ووجب السخط والغضب من الله على المكذّبين بآياته( بِمَا ظَلَمُوا ) يعني بتكذيبهم بآيات الله، يوم يحشرون(فهم لا ينطقون )
يقول: فهم لا ينطقون بحجة يدفعون بها عن أنفسهم عظيم ما حلّ بهم ووقع عليهم من القول. وقوله :( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ ) يقول تعالى ذكره: ألم ير هؤلاء المكذّبون بآياتنا تصريفنا الليل والنهار، ومخالفتنا بينهما بتصييرنا هذا سكنًا لهم يسكنون فيه ويهدءون، راحة أبدانهم من تعب التصرِّف والتقلب نهارا، وهذا مضيئا يبصرون فيه الأشياء ويعاينونها


الصفحة التالية
Icon