الأجَلَيْنِ ) صلة يوصل بها أي على الدوام (١) وزعم أهل العربية أن هذا أكثر في كلام العرب من أيّ، وأنشد قول الشاعر:
وَأَيُّهُمَا مَا أَتَبَعَنَّ فَإِنَّنِي... حَرِيصٌ عَلَى أَثَرِ الَّذِي أَنَا تَابِعُ (٢)
وقال عباس بن مرداس:
فَأَيِّي مَا وَأَيُّكَ كَانَ شَرًّا... فَقِيدَ إلى المَقَامَةِ لا يَرَاهَا (٣)
وقوله:( وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ) كان ابن إسحاق يرى هذا القول من أبي المرأتين.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قال موسى( ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ قَالَ نَعَمْ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ) فزوّجه، وأقام معه يكفيه، ويعمل له في رعاية غنمه، وما يحتاج إليه منه.
وزوجة موسى صَفُّورا أو أختها شرفا أو ليَّا:
حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: قال ابن عباس; الجارية التي دعته هي التي تزوّج.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، قال له( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي )... إلى آخر الآية، قال: وأيتهما تريد أن تنكحني؟ قال: التي دعتك، قال: ألا وهي بريئة مما دخل نفسك عليها، فقال: هي عندك كذلك، فزوّجه.
(٢) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (ص ٢٤١) على أن (ما) قد تزاد بعد المضاف إلى "أي" أداة الجزاء. قال: قوله (أيما الأجلين) فجعل ما وهي صلة من صلات الجزاء مع أي. وهي في قراءة عبد الله: (أي الأجلين ما قضيت فلا عدوان علي). وهذا أكثر في كلام العرب من الأول. ويتضح من هذا أن عبارة المؤلف قاصرة أو فيها جزء ساقط قبل قوله: "وزعم أهل العربية...." إلخ.
(٣) البيت لعباس بن مرداس. وقد تقدم الاستشهاد به في مواضع. والشاهد هنا في زيادة "ما" بعدما أضيف إليه إي والمقامة: المجلس. وقيد إلى المقامة: دعاء عليه بأن يعمى، فلا يصل إلى مجلس قومه إلا إذا قيد.