وقد نَظَرتكمُ أَعْشاء صادرةٍ... للخِمس، طال بها حَوْزي وتَنْساسي (١)
ومنه قول الله عز وجل:( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ) [سورة الحديد: ١٣]، يعني به: انتظرونا.
* * *
وقد قرئ"أنظرنا" و"أنظرونا" بقطع"الألف" في الموضعين جميعا (٢) فمن قرأ ذلك كذلك أراد: أخرنا، كما قال الله جل ثناؤه:( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [سورة ص: ٧٩]، أي أخرني. ولا وجه لقراءة ذلك كذلك في هذا الموضع. لأن أصحاب رسول الله ﷺ إنما أمروا بالدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستماع منه، وإلطاف الخطاب له، وخفض الجناح - لا بالتأخر عنه، ولا بمسألته تأخيرهم عنه. فالصواب - إذْ كان ذلك كذلك - (٣) من القراءة قراءة من وصل الألف من قوله:(انظرنا)، ولم يقطعها بمعنى: انتظرنا.
* * *
وقد قيل: إن معنى(أنظرنا) بقطع الألف بمعنى: أمهلنا. حكي عن بعض
دع المكارم لا ترحل لبغيتها | واقعد، فإنك أنت الطاعم الكاسي |
(٣) في المطبوعة :"إن كان ذلك.. "، ليست بشيء.