( إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ) [ الأعراف: ١٥٥-١٥٦]. [يقول تبنا إليك]. (١) وذلك قوله:(وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة). ثم إن الله جل ثناؤه أحياهم فقاموا وعاشوا رجلا رجلا ينظر بعضهم إلى بعض كيف يحيون، فقالوا: يا موسى أنت تدعو الله فلا تسأله شيئا إلا أعطاك، فادعه يجعلنا أنبياء ! فدعا الله تعالى فجعلهم أنبياء، فذلك قوله:(ثم بعثناكم من بعد موتكم)، ولكنه قدم حرفا وأخر حرفا. (٢)
٩٥٩ - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: قال لهم موسى لما - رجع من عند ربه بالألواح، قد كتب فيها التوراة، فوجدهم يعبدون العجل، فأمرهم بقتل أنفسهم، ففعلوا، فتاب الله عليهم -، (٣) : إن هذه الألواح فيها كتاب الله، فيه أمره الذي أمركم به، ونهيه الذي نهاكم عنه. فقالوا: ومن يأخذه بقولك أنت! لا والله حتى نرى الله جهرة، حتى يطلع الله إلينا (٤) فيقول: هذا كتابي فخذوه، فما له لا يكلمنا كما كلمك أنت يا موسى، (٥) فيقول: هذا كتابي فخذوه؟ وقرأ قول الله تعالى:(لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة)، قال: فجاءت غضبة من الله، فجاءتهم صاعقة بعد التوبة، فصعقتهم فماتوا أجمعون. قال: ثم أحياهم الله من بعد موتهم، وقرأ قول الله تعالى:(ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون). فقال لهم موسى: خذوا كتاب الله. فقالوا : لا. فقال: أي شيء أصابكم؟ قالوا: أصابنا أنا متنا ثم حيينا. قال: خذوا كتاب الله. قالوا: لا. فبعث الله تعالى ملائكة فنتقت الجبل
(٢) الأثر : ٩٥٨ في تاريخ الطبري ١ : ٢٢١. وقوله :"قدم حرفا وأخر حرفا"، هو ما ذكره في تأويل الآية على ما ذهب إليه السدي (ص : ٨٥)"فأخذتكم الصاعقة، ثم أحييناكم.. )
(٣) في المطبوعة :"فقال : إن هذه الألواح.. "
(٤) في المطبوعة :"يطلع الله علينا".
(٥) في المطبوعة :"كما يكلمك أنت". وسيأتي على الصواب في رقم : ١١١٥.