( فَلْيَرْتَقُوا فِي الأسْبَابِ ) قال: طرق السموات.
حُدثت عن المحاربي، عن جُوَيبر، عن الضحاك( أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) يقول: إن كان( لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأسْبَابِ ) يقول: فليرتقوا إلى السماء السابعة.
حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله( فَلْيَرْتَقُوا فِي الأسْبَابِ ) يقول: في السماء.
وذُكر عن الربيع بن أنس في ذلك ما حُدثت عن المسيب بن شريك، عن أبي جعفر الرازيّ، عن الربيع بن أنس، قال: الأسباب: أدقّ من الشعر، وأشدّ من الحديد، وهو بكل مكان، غير أنه لا يرى.
وأصل السبب عند العرب: كل ما تسبب به إلى الوصول إلى المطلوب من حبل أو وسيلة، أو رحم، أو قرابة أو طريق، أو محجة وغير ذلك.
وقوله( جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الأحْزَابِ ) يقول تعالى ذكره: هم( جُنْد ) يعني الذين في عزّة وشقاق هنالك، يعني: ببدر مهزوم. وقوله( هُنَالِكَ ) من صلة مهزوم وقوله( مِنَ الأحْزَابِ ) يعني من أحزاب إبليس وأتباعه الذين مضوا قبلهم، فأهلكهم الله بذنوبهم. و"مِنْ" من قوله( مِنَ الأحْزَابِ ) من صلة قوله جند، ومعنى الكلام: هم جند من الأحزاب مهزوم هنالك، وما في قوله( جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ ) صلة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد( جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الأحْزَابِ ) قال: قُريش من الأحزاب، قال: القرون الماضية.


الصفحة التالية
Icon