( وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ) قال: دائم.
حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله( وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ) قال: الواصب: الدائب.
وأولى التأويلين في ذلك بالصواب تأويل من قال: معناه: دائم خالص، وذلك أن الله قال( وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ) فمعلوم أنه لم يصفه بالإيلام والإيجاع، وإنما وصفه بالثبات والخلوص; ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:
لا أشتري الحمد القليل بقاؤه... يؤما بذم الدهر أجمع واصبا (١)
أي دائما.
وقوله(إلا من خطف الخطفة) يقول: إلا من استرق السمع منهم(فأتبعه شهاب ثاقب) يعني: مضيء متوقد.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله( فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) من نار وثقوبه: ضوءه.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قوله( شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) قال: شهاب مضيء يحرقه حين يُرْمى به.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله( فَأتْبَعَهُ شِهَابٌ ) قال: كان ابن عباس يقول: لا يقتلون بالشهاب، ولا يموتون، ولكنها تحرقهم من غير قتل، وتُخَبِّل