وربما أبدلوا الزاي التي في اللازب تاء، فيقولون: طين لاتب، وذُكر أن ذلك في قَيس، زعم الفرّاء أن أبا الجراح أنشده:
صداعٌ وتوصيمُ العظامِ وفترة... وغثي مع الإشراق في الجوف لاتب (١)
بمعنى: لازم، والفعل من لازب: لَزِبَ يَلْزُب، لزْبا ولُزوبا (٢) وكذلك من لاتب: لَتَبَ يَلْتُب لُتُوبا.
وبنحو الذي قلنا في معنى(لازِبٍ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عبيد الله بن يوسف الجُبَيري، قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله( مِنْ طِينٍ لازِبٍ ) قال: هو الطين الحر الجيد اللزج.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن، قالا ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد، عن ابن عباس، قال: اللازب: الجيد.

(١) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن ( مصورة الجامعة ص ٢٧١ ) قال اللازب اللاصق. قال: وقيس تقول:"طين لاتب" أنشدني بعضهم: صداع وتوصيم................................................ البيت
. قال والعرب تقول: ليس هذا بضربة لازب، ولازم؛ يبدلون الباء ميما، لتقارب المخرج. اه. (وفي اللسان:"لتب" اللاتب: الثابت؛ تقول منه لتب يلتب). (بوزن يقتل) لتبا ولتوبا، وأنشد أبو الجراح: صداع وتوصيم.....................................
فإن يك هذا من نبيذ شربته فإني من شرب النبيذ لتائب
وفي اللسان عن الفرّاء في قوله تعالى" من طين لازب": قال: اللازب واللاتب واحد. قال: وقيس تقول: طين لاتب. واللاتب: اللازق، مثل اللازب. وهذا الشيء ضربة لاتب كضربة لازم. اهـ.
(٢) في الأصل: ويلزب وهو تحريف عما أثبتناه؛ لتصريحهم بأن الفعل من باب نفد، وأن المصدر لزبا ولزوبا. ( انظر اللسان والمصباح: لزب ) وضبط في التاج ككرم.


الصفحة التالية