يَا رَبّ يا رَبَّاهُ إيَّاكَ أسَلْ... عَفْرَاءَ يا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأجَلْ (١)
خفضا، قال: والخفض أكثر في كلامهم، إلا في قولهم: يا هَناه، ويا هَنْتاه، فإن الرفع فيها أكثر من الخفض، لأنه كثير في الكلام، حتى صار كأنه حرف واحد.
وقوله:( عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ) يقول على ما ضيعت من العمل بما أمرني الله به، وقصرت في الدنيا في طاعة الله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال. ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهد في قوله( يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ) يقول: في أمر الله.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال. ثنا ورقاء جميعا، عن أبن أبي نجيح، عن

(١) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن ( الورقة ٢٨٦ ) قال بعد كلامه الذي نقلناه في الشاهد السابق في إعراب المضاف إلى ياء المتكلم بعد حذف الياء، أو قلبها ألفا : وربما أدخلت العرب الهاء ( التي للسكت ) بعد الألف التي في" حسرتا" فيخفضونها مرة، ويرفعونها. قال : أنشدني أبو فقعس لبعض بن أسد :" يا رب يا رباه أسل... البيتين". فخفض. قال : وأنشدني أبو فقعس :
يا مَرْحباهُ بِجِمارِ ناهِيةْ ذَا أتى قَرَّبْتُهُ للسَّانِيَهْ
والخفض أكثر في كلام العرب إلا في قولهم : يا هناه، ويا هنيتاه، والرفع في هذا أكثر من الخفض، لأنه كثير في الكلام، فكأنه حرف واحد مدعو (أي كأن اللفظ كله صار كلمة واحدة في النداء). وفي خزانة الأدب الكبرى للبغدادي ( ٣ : ٢٦٣ ) : وهذا من رجز أورده أبو محمد الأسود الأعرابي في ضالة الأديب، ولم ينسبه إلى أحد. وفيها أيضا : وقال الزمخشري في المفصل : وحق هاء السكت أن تكون ساكنة، وتحريكها لحن، نحو ما في إصلاح المنطق لابن السكيت، من قوله :
* يا مرحباه بجمار ناجيه، مما لا معرج عليه للقياس، واستعمال الفصحاء. ومعذرة من قال ذلك : أنه أجرى الوصل مجرى الوقف، مع تشبيه هاء الوقف بهاء الضمير. ا هـ.


الصفحة التالية
Icon