واختلف أهل العربية في وجه فتح الألف من أن في هذا الموضع، فقال بعض نحويي البصرة: فتحت لأن معنى الكلام: لأن كنتم. وقال بعض نحويي الكوفة: من فتحها فكأنه أراد شيئا ماضيا، فقال: وأنت تقول في الكلام: أتيت أن حرمتني، تريد: إذ حرمتني، ويكسر إذا أردت: أتيت إن تحرمني. ومثله:( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ ) و( أنْ صَدُّوكُمْ ) بكسر وبفتح.
( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ) قال: والعرب تنشد قول الفرزدق؟
أتَجْزَعُ أنْ أُذْنا قُتَيْبَةَ حُزَّتا... جِهارًا وَلمْ تَجْزَعْ لقَتْلِ ابنِ حَازِمِ (١)
قال: وينشد؟
أتَجْزَعُ أنْ بانَ الخَلِيطُ المُوَدّعُ... وَحَبْلُ الصَّفَا مِنْ عَزَّةَ المُتَقَطِّعُ (٢)
(٢) البيت لكثير عزة، وهو من شواهد الفراء أورده بعد الشاهد السابق، قال : أنشدوني" أتجزع أن بان"... البيت. ثم قال : وفي كل واحد من البيتين، ما في صاحبه من الفتح والكسر.