مرج أمر الناس إذا اختلط وأهمل.
وقد اختلفت عبارات أهل التأويل في تأويلها، وإن كانت متقاربات المعاني، فقال بعضهم: معناها: فهم في أمر منكر; وقال: المريج: هو الشيء المنكر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن خالد بن خداش، قال: ثني سلم بن قُتيبة، عن وهب بن حبيب الآمدي، عن أبي حمزة، عن ابن عباس أنه سُئل عن قوله( أَمْرٍ مَرِيجٍ ) قال: المريج: الشيء المنكر; أما سمعت قول الشاعر:
فَجالَتْ والْتَمَسَتْ بهِ حَشاها... فَخَرَّ كأنَّهُ خُوطٌ مَرِيجُ (١)
وقال آخرون: بل معنى ذلك: في أمر مختلف.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله( فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ) في قول: مختلف.
وقال آخرون: بل معناه: في أمر ضلالة.

(١) البيت للداخل بن حرام الهذلي، كما في شرح أشعار الهذليين للسكري طبعة أوربا، ص ٢٦٩ وليس لأبي ذؤيب، كما قال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة ٢٢٥ ب ). والضمير في جالت للبقرة. وفي به إلى السهم الذي وصفه. ويروي : فراغت : في موضع " فجالت ". أي حادت عن السهم. والحشا : حشوة الجوف. وخر : سقط. وخوط : غصن أو قضيب. ومريج : أي قد طرح وترك، يقال : مرج إذا وقع فترك. ويقال مريج : قلق، يقال مرج الخاتم في يدي، أي انسل يمرج مرحبا أي قلق وتقلقل واضطرب ومرج، وفي ( اللسان : مرج ) المرج بالتحريك : مصدر قولك : مرج الخاتم في يدي مرجا : أي قلق. وفي التنزيل " فهم في أمر مريج " يقول : في ضلال. وقال أبو إسحاق : في أمر مختلف، ملتبس عليهم، يقولون للنبي ﷺ مرة : ساحر. ومرة شاعر، ومرة معلم مجنون. وهذا الدليل على أن قوله " مريج " ملتبس عليهم. أ هـ. وفي مجاز القرآن لأبي عبيدة ( الورقة ٢٢٥ ب ) مريج مختلط ؛ يقال قد مرج أمر الناس: اختلط وأهمل. وقال أبو ذؤيب ( كذا ) " فخر كأنه خوط مريج " أي سهم. أ هـ.


الصفحة التالية
Icon