بلغنا كُدْيتها.
وقوله( أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ) يقول تعالى ذكره: أعند هذا الذي ضمن له صاحبه أن يتحمل عنه عذاب الله في الآخرة علم الغيب، فهو يرى حقيقة قوله، ووفائه بما وعده.
وقوله( أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ) يقول تعالى ذكره: أم لم يُخَبَّرْ هذا المضمون له، أن يتحمل عنه عذاب الله في الآخرة، بالذي في صحف موسى بن عمران عليه السلام.
وقوله( وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ) يقول: وإبراهيم الذي وفى من أرسل إليه ما أرسل به.
ثم اختلف أهل التأويل في معنى الذي وفى، فقال بعضهم: وفاؤه بما عهد إليه ربه من تبليغ رسالاته، وهو( أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ).
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس( وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ) قال: كانوا قبل إبراهيم يأخذون الوليّ بالوليّ، حتى كان إبراهيم، فبلغ( أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) لا يؤاخذ أحد بذنب غيره.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد، عن عكرمة( وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ) قالوا: بلغ هذه الآيات( أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ).
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله( وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ) قال: وفّى طاعة الله، وبلَّغ رسالات ربه إلى خلقه.
وكان عكرمة يقول:



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
وفَّى هؤلاء الآيات العشر( أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) حتى بلغ( وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأخْرَى ).