قالوا: نعم، قال: أتَرْضَوْنَ أنْ تكُونُوا ثُلُثَ أهْل الجَنَّة؟ قالوا: نعم، قال وَالَّذي نَفْسي بَيَده إنيّ لآرَجو أنْ تَكُونُوا شَطْرَ أهْل الجَنَّةِ، ثم تلا هذه الآية( ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ) ".
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن بُديَل بن كعب أنه قال: أهل الجنة عشرون ومئة صفّ، ثمانون صفا منها من هذه الأمة.
وفي رفع( ثُلَّةٌ ) وجهان: أحدهما الاستئناف، والآخر بقوله: لأصحاب اليمين ثلتان، ثلة من الأوّلين وقد رُوي عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم خبر من وجه عنه صحيح أنه قال: الثُّلَّتانِ جَميعا مِنْ أمَّتِي".
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبان بن أبي عياش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس( ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ) قال: قال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "هُمَا جَميعا مِنْ أمَّتي".
وقوله:( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ) يقول تعالى ذكره معجبا نبيه محمدا من أهل النار( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ ) الذين يؤخذ بهم ذات الشمال من موقف الحساب إلى النار( مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ) ماذا لهم، وماذا أعدّ لهم.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ) : أي ماذا لهم، وماذا أعدّ لهم.
وقوله:( فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ) يقول: هم في سّموم جهنم وحَميمها.
وقوله:( وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) يقول تعالى ذكره: وظل من دُخان شديد السواد. والعرب تقول لكلّ شيء وصفته بشدّة السواد: أسود يَحْموم.
وبنحو الذي قلنا قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك: