* ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) أي السنة.
حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، قال:( وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) أيضًا كما علم هؤلاء يزكيهم بالكتاب والأعمال الصالحة، ويعلمهم الكتاب والحكمة كما صنع بالأوّلين، وقرأ قول الله عزّ وجلّ:( وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ) ممن بقي من أهل الإسلام إلى أن تقوم الساعة، قال: وقد جعل الله فيهم سابقين، وقرأ قول الله عز وجلّ:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) وقال:( ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ ) فثلة من الأوّلين سابقون، وقليل السابقون من الآخرين، وقرأ:( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ) حتى بلغ( ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ وثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ) أيضا، قال: والسابقون من الأوّلين أكثر، وهم من الآخرين قليل، وقرأ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ ) الآية، قال: هؤلاء من أهل الإسلام إلى أن تقوم الساعة.
وقوله:( وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) يقول تعالى ذكره: وقد كان هؤلاء الأميون من قبل أن يبعث الله فيهم رسولا منهم في جَوْر عن قصد السبيل، وأخذ على غير هدى مُبِينٌ، يقول: يبين لمن تأمله أنه ضلال وجَوْر عن الحقّ وطريق الرشد.
القول في تأويل قوله تعالى :﴿ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤) ﴾
يقول تعالى ذكره: وهو الذي بعث في الأميين رسولا منهم، وفي آخرين


الصفحة التالية
Icon