عن سعيد بن جُبير( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ) قال: الظباء.
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلية، قال: ثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله:( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) قال: كنا نقول: " أظنه قال": الظباء، حتى زعم سعيد بن جُبير أنه سأل ابن عباس عنها، فأعاد عليه قراءتها.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله:( الْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ِ ) يعني الظباء.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بأشياء تخنس أحيانا: أي تغيب، وتجري أحيانا وتكنس أخرى، وكنوسها: أن تأوي في مكانسها، والمكانس عند العرب: هي المواضع التي تأوي إليها بقر الوحش والظباء، واحدها: مَكْنِس وكناس، كما قال الأعشى:
فلَمَّا لَحِقْنا الْحَيَّ أتْلَعَ أُنَّسٌ... كمَا أتْلَعَتْ تَحْتَ المَكانِسِ رَبْرَبُ (١)
فهذه جمع مَكْنِس، وكما قال في الكناس طَرَفة بن العبد:
كأنَّ كِناسَيْ ضَالَةٍ يَكْنُفانِهَا... وأطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ (٢)
وأما الدلالة على أن الكناس قد يكون للظباء، فقول أوس بن حَجَر:

(١) ديوانه : ٥٤١، والنقائض : ٣٨. طاف الخيال : ألم بك في الليل، واللمام : اللقاء اليسير. والزور : الزائر، يقال للواحد والمثنى والجمع : زور. "فارجع لزورك"، يقول : رد عليه السلام كما سلم عليك.
(٢) في المطبوعة :"المعنى : الحمد لله... "


الصفحة التالية
Icon