يومئذ، يعني: الدين لله دون سائر خلقه، ليس لأحد من خلقه معه يومئذ أمر ولا نهي.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة( وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) قال: ليس ثم أحد يومئذ يقضي شيئا، ولا يصنع شيئا إلا ربّ العالمين.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) والأمر والله اليوم لله، ولكنه يومئذ لا ينازعه أحد.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله:( يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ ) فقرأته عامة قرّاء الحجاز والكوفة بنصب( يَوْمَ ) إذ كانت إضافته غير محضة. وقرأه بعض قرّاء البصرة بضم( يَوْمُ ) ورفعه ردّا على اليوم الأوّل، والرفع فيه أفصح في كلام العرب، وذلك أن اليوم مضاف إلى يفعل، والعرب إذا أضافت اليوم إلى تفعل أو يفعل أو أفعل، رفعوه فقالوا: هذا يوم أفعل كذا، وإذا أضافته إلى فعل ماض نصبوه؛ ومنه قول الشاعر:
عَلى حِينَ عاتَبْتُ المَشِيبَ عَلى الصِّبا... وَقُلْتُ ألَمَّا تَصْحُ والشَّيْبُ وَازِعُ (١)
آخر تفسير سورة( إذا السماء انفطرت ).