وقوله:( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ) يقول تعالى ذكره: إن هؤلاء المكذّبين بالله ورسوله والوعد والوعيد يمكرون مكرًا.
وقوله:( وَأَكِيدُ كَيْدًا ) يقول: وأمكر مكرًا؛ ومكره جلّ ثناؤه بهم: إملاؤه إياهم على معصيتهم وكفرهم به.
وقوله:( فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ : فمهِّل يا محمد الكافرين ولا تعجل عليهم( أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ) يقول: أمهلهم آنًا قليلا وأنظرهم للموعد الذي هو وقت حلول النقمة بهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله:( أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ) يقول: قريبًا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة( أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ) الرويد: القليل.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:( فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ) قال: مَهِّلْهم، فلا تعجل عليهم تَرْكَهُمْ، حتى لمَّا أراد الانتصار منهم أمره بجهادهم وقتالهم، والغلظة عليهم.
آخر تفسير سورة والسماء والطارق.


الصفحة التالية
Icon