* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة( سَلامٌ هِيَ ) قال: خير( حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ).
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة( مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ ) أي هي خير كلها إلى مطلع الفجر.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر، عن مجاهد( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) قال: من كلّ أمر سلام.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله:( سَلامٌ هِيَ ) قال: ليس فيها شيء، هي خير كلها( حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ).
موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا عبد الحميد الحمانيّ، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد الرحمن بن أبي لَيلى، في قوله:( مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ ) قال: لا يحدث فيها أمر.
وعُنِي بقوله:( حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) : إلى مطلع الفجر.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله:( حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار، سوى يحيى بن وثاب والأعمش والكسائي( مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) بفتح اللام، بمعنى: حتى طلوع الفجر؛ تقول العرب: طلعت الشمس طلوعا ومطلعا. وقرأ ذلك يحيى بن وثاب والأعمش والكسائي:( حتى مَطْلِعِ الْفَجْرِ ) بكسر اللام، توجيها منهم ذلك إلى الاكتفاء بالاسم من المصدر، وهم ينوون بذلك المصدر.
والصواب من القراءة في ذلك عندنا: فتح اللام لصحة معناه في العربية، وذلك أن المطلع بالفتح هو الطلوع، والمطلع بالكسر: هو الموضع الذي تطلع منه، ولا معنى للموضع الذي تطلع منه في هذا الموضع.
آخر تفسير سورة القدر