أبرهة وجنده، فقال عبد المطلب، وهو آخذ حلقة باب الكعبة:
يا رَبِّ لا أرْجُو لَهُمْ سِوَاكا... يا رَبِّ فامْنَعْ مِنْهُم حِماكا
إنَّ عَدُوَّ الْبَيْتِ مَنْ عادَاكا... امْنَعْهُمُ أنْ يُخَربُوا قُرَاكا (١)
وقال أيضا:
لا هُمَّ إنَّ العَبْدَ يَمْ... نَعُ رَحْلَهُ فامْنَع حِلالكْ
لا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ... ومِحَالُهُمْ غَدْوا مِحَالكْ
فَلَئِنْ فَعَلْتَ فَرُبَّمَا... أوْلى فأمْرٌ ما بَدَا لَكْ
وَلئِنْ فَعَلْتَ فإنَّهُ... أمْرٌ تُتِمُّ بِهِ فِعَالكْ (٢)
وقال أيضا:
وكُنْتُ إذَا أتى باغٍ بِسَلْمٍ... نُرَجِّي أن تَكُونَ لَنَا كَذلِكْ
فَوَلَّوْا لَمْ يَنالُوا غَيْرَ خِزْيٍ... وكانَ الحَيْنُ يُهْلِكُهُمْ هُنَالكْ
وَلَمْ أسْمَعْ بأرْجَسَ مِنْ رِجالٍ... أرَادُوا العِزَّ فانْتَهَكُوا حَرامَكْ
جَرُّوا جُمُوعَ بِلادِهِمْ... والْفِيلَ كَيْ يَسبُوا عِيَالكْ (٣)

(١) الحديث ١٧٩ - إسناده ضعيف، سبق بيان ضعفه : ١٣٧. وهذا اللفظ نقله ابن كثير ١ : ٥٠ دون إسناد ولا نسبة. ونقله السيوطي ١ : ١٤ مختصرًا، ونسبه للطبري فقط.
(٢) الخبر ١٨٠ - إسناده ضعيف جدا، على ما فيه من جهلنا بحال بعض رجاله : فموسى بن سهل الرازي، شيخ الطبري : لم نجزم بأي الرجال هو ؟ ولعله " موسى بن سهل بن قادم، ويقال ابن موسى أبو عمر الرملي، نسائي الأصل ". فهو شيخ للطبري مترجم في التهذيب ١٠ : ٣٤٧، ولكنه لم ينسب "رازيا". وكتب في المخطوطة :"سهل بن موسى"! ولم نجد هذه الترجمة أيضًا، ونرجح أنه خطأ من الناسخ.. ويحيى بن عوف : لم نجد ترجمة بهذا الاسم قط فيما لدينا من مراجع. واما علة الإسناد، فهو "الفرات بن السائب الجزري"، وهو ضعيف جدا، قال البخاري في الكبير ٤ / ١ / ١٣٠ :"تركوه، منكر الحديث"، وكذلك قال الأئمة فيه، وقال ابن حبان في المجروحين (في الورقة ١٨٧) : كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه، ولا كتبة الحديث إلا على سبيل الاختبار". وأما ميمون بن مهران فتابعي ثقة معروف، فقيه حجة.
وهذا الخبر نقله ابن كثير ١ : ٥٠ مجهلا بلفظ "وقيل : هو الإسلام". ونقله السيوطي ١ : ١٥ منسوبا لابن جريج فقط، على خطأ مطبعي فيه "ابن جريج" !
(٣) الأثر ١٨١ - ابن الحنفية : هو محمد بن علي بن أبي طالب، والحنفية أمه، وهي خولة بنت جعفر من بني حنيفة، عرف بالنسبة إليها. وهذا الإسناد إليه ضعيف : محمد بن ربيعة الكلابي الرؤاسي : ثقة من شيوخ أحمد وابن معين. وإسماعيل الأزرق : هو إسماعيل بن سلمان، وهو ضعيف، قال ابن معين :"ليس حديثه بشيء"، وقال ابن نمير والنسائي :"متروك"، وقال ابن حبان في كتاب المجروحين (ص ٧٨ رقم ٣٥) :"ينفرد بمناكير يرويها عن المشاهير". وأبو عمر البزار : هو دينار بن عمر الأسدي الكوفي الأعمى، وهو ثقة. والأثر ذكره ابن كثير ١ : ٥١ دون نسبة ولا إسناد.


الصفحة التالية
Icon