بمعنى الاقتداء به في الدنيا، والعهد الذي بالوفاء به ينجو في الآخرة، من وفى لله به في الدنيا (١) - من كان منهم ظالما متعديا جائرا عن قصد سبيل الحق (٢). فهو إعلام من الله تعالى ذكره لإبراهيم: أن من ولده من يشرك به، ويجور عن قصد السبيل، ويظلم نفسه وعباده، كالذي:-
١٩٦٢- حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال، حدثنا عتاب بن بشير، عن خصيف، عن مجاهد في قوله:"لا ينال عهدي الظالمين" قال: إنه سيكون في ذريتك ظالمون (٣)
* * *
وأما نصب"الظالمين"، فلأن العهد هو الذي لا ينال الظالمين.
وذكر أنه في قراءة ابن مسعود:"لا ينال عهدي الظالمون"، بمعنى: أن الظالمين هم الذين لا ينالون عهد الله.
* * *
وإنما جاز الرفع في"الظالمين" والنصب، وكذلك في"العهد"، لأن كل ما نال المرء فقد ناله المرء، كما يقال:"نالني خير فلان، ونلت خيره"، فيوجه الفعل مرة إلى الخير ومرة إلى نفسه.
* * *
وقد بينا معنى"الظلم" فيما مضى، فكرهنا إعادته. (٤)
* * *
(٢) وسياق هذه الجملة التي اعترضتها الجملة الطويلة السالفة :"وإن كان ظاهره ظاهر خبر.. فهو إعلام من الله... "، وهكذا دأب أبي جعفر رضي الله عنه.
(٣) الأثر : ١٩٦٢- في المطبوعة"عتاب بن بشر"، وهو خطأ. هو عتاب بن بشير الجزري أبو الحسن ويقال أبو سهل الحراني (تهذيب التهذيب) والتاريخ الكبير للبخاري ٤/١/٥٦.
(٤) انظر ما سلف ١ : ٥٢٣-٥٢٤.