وأما"الليل". فإنه جَمْع"ليلة"، نظيرُ"التمر" الذي هو جمع"تمرة". وقد يجمع"ليالٍ"، فيزيدون في جَمعها ما لم يكن في واحدتها. وزيادتهم"الياء" في ذلك نظير زيادتهم إياها في"ربَاعية وثَمانية وكرَاهية".
* * *
وأما"النهار"، فإنّ العرب لا تكاد تجمعه، لأنه بمنزلة الضوء. وقد سمع في جَمعه"النُّهُر"، قال الشاعر:
لَوْلا الثّرِيدانِ هَلَكْنَا بِالضُّمُرْ... ثَرِيدُ لَيْلٍ وثَرِيدٌ بِالنُّهُرْ (١)
ءولو قيل في جمع قليله"أنهِرَة" كان قياسًا.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى :﴿ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ ﴾
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: إنّ في الفلك التي تجري في البحر.
* * *
و"الفلك" هو السُّفن، واحدُه وجمعه بلفظ واحد، ويذكَّر ويؤنث، كما قال تعالى ذكره في تذكيره في آية أخرى:( وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) [سورة يس: ٤١]، فذكَّره.
* * *
وقد قال في هذه الآية:"والفلك التي تجري في البحر"، وهي مُجْراة، لأنها

(١) تهذيب الألفاظ : ٤٢٢، والمخصص ٩ : ٥١، واللسان (نهر)، والأزمنة والأمكنة ١ : ٧٧، ١٥٥ وغيرها. ورواية اللسان والمخصص"لمتنا بالضمر". والضمر (بضم الميم وسكونها) مثل العسر والعسر : الهزال ولحاق البطن من الجوع وغيره. والثريد : خبز يهشم ويبل بماء القدر ويغمس فيه حتى يلين.


الصفحة التالية
Icon