وقال بعضهم: هو المسافر يمر عليك.
* ذكر من قال ذلك:
٢٥٣٤- حدثنا سفيان بن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن جابر، عن أبي جعفر:"وابن السبيل" قال، المجتاز من أرض إلى أرض.
٢٥٣٥- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وقتادة في قوله:"وابن السبيل" قال، الذي يمر عليك وهو مسافر.
٢٥٣٦- حدثني المثنى قال، حدثنا سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن المبارك، عمن ذكره، عن ابن جريج عن مجاهد وقتادة مثله.
* * *
وإنما قيل للمسافر"ابن السبيل"، لملازمته الطريق -والطريق هو"السبيل"- فقيل لملازمته إياه في سفره:"ابنه"، كما يقال لطير الماء"ابن الماء" لملازمته إياه، وللرجل الذي أتت عليه الدهور"ابن الأيام والليالي والأزمنة"، ومنه قول ذي الرمة:
وَرَدْتُ اعْتِسَافًا وَالثُّرَيَّا كَأَنَّهَا... عَلَى قِمَّةِ الرَّأْسِ ابْنُ مَاءٍ مُحَلِّقُ (١)
* * *
وَمَاءٍ قَدِيمِ العَهْدِ بالناسِ جنٍ | كَأَنَّ الدَّبَى مَاءَ الغَضَا فِيهِ يَبْصُقُ |
كَأَنَّهُنَّ وأَيْدِي الشَّرْبِ مُعْمَلَةٌ | إِذَا تَلأْلأَْنَ فِي أَيْدِي الغَرَانِيقِ |
بَنَاتُ ماءِ، تُرى بيضًا جَاجِئُها | حُمْرًا مَنَاقِرُهَا، صُفْرَ الحَمَالِيقِ |