قَضَى السفر، فلو صمنا ولم نَثْلم شهرنا! قال: فصام وصام الناس معه. (١).
٢٨٧٢- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا الحكم بن بشير، قال، حدثني أبي - وحدثنا محمد بن بشار قال، أخبرنا عبيد الله قال، أخبرنا بشير بن سلمان -عن خيثمةَ قال: سألت أنس بن مالك عن الصوم في السفر، قال: قد أمرتُ غلامي أن يَصوم فأبى. قلت: فأين هذه الآية:"ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر"؟ قال: نزلت ونحن يومئذ نرتحلُ جياعًا وننزل على غير شِبَع، وإنا اليوم نرتحل شِباعًا وننزل على شِبَع (٢).
٢٨٧٣- حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع، عن بشير بن سلمان، عن خيثمة، عن أنس نحوه.
٢٨٧٤- حدثنا هناد وأبو السائب قالا حدثنا أبو معاوية، عن عاصم،

(١) تسعسع الشهر : أدبر وفنى إلا أقله من قولهم :"تسعسع الرجل" : إذا اضطرب من الكبر أو الهرم. وتشعشع الشهر : رق وتقضى وبقى أقله. ذهب به إلى رقة الشهر وقلة ما بقي، كما يشعشع اللبن بالماء أي يمزج ويخلط. وقوله"لم نثلم شهرنا" من ثلم الإناء أو السيف : كسر شفة الإناء أو حد السيف. أي لم ندخل الخلل على صومنا ونجرح شهرنا.
(٢) الخبر : ٢٨٧٢- الحكم بن بشير بن سلمان : مضى في : ١٤٩٧.
أبوه"بشير بن سلمان النهدي" : ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. وأبوه :"سلمان"، بفتح السين وسكون اللام. ووقع في كثير من المراجع المطبوعة"سليمان". وهو خطأ مطبعي. وفي التهذيب وفروعه"الكندي" بدل"النهدي". وهو خطأ، صوابه في الكبير للبخاري ١/٢/٩٩، وابن أبي حاتم ١/١/٣٧٤، وابن سعد ٦ : ٢٥١، ورجال الصحيحين، ص : ٥٥.
خيثمة : هو ابن أبي خيثمة البصري، وهو تابعي ثقة. وقال ابن معين :"ليس بشيء". كما في ابن أبي حاتم ١/٢/٣٩٤، ولكن ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير ٢/١/١٩٧، فلم يذكر فيه جرحًا، وأشار إلى هذا الحديث من روايته، كعادته في إشاراته الدقيقة -لله دره- فقال :"وقال أبو نعيم، عن بشير بن سلمان، عن خيثمة. قال : سألت أنس بن مالك عن الصوم في السفر". ولم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء. وهذا كاف في توثيقه والاحتجاج بروايته، دون الجرح المجمل من ابن معين.
وهذا الخبر ذكره السيوطي ١ : ١٩١، وزاد نسبته لعبد بن حميد، والنسائي. ولم أجده في النسائي، ولعله في السنن الكبرى.


الصفحة التالية
Icon