سار، ثم قال حذيفة: هل منكم متسحِّر الساعة؟ قال: ثم سار حتى استبطأنا الصلاة، قال: فنزل فتسحّر (١).
٣٠٠١- حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال، حدثنا مصعب بن المقدام قال، حدثنا إسرائيل قال، حدثنا أبو إسحاق عن هبيرة، عن علي: أنه لما صلى الفجرَ قال: هذا حين يتبيّن الخيطُ الأبيض من الخيط الأسود من الفجر (٢).

(١) الخبر : ٣٠٠٠- هذا إسناد صحيح متصل أيضًا.
أبو بكر : هو ابن عياش، وقد مضى مرارا، منها : ٢١٥٠. وهذا الإسناد صريح في سماعه من الأعمش، ورؤيته إياه يفعل ما حكى من سحوره بعد الأذان.
وقال الحافظ في الفتح ٤ : ١١٧"وذهب جماعة من الصحابة، وبه قال الأعمش من التابعين، وصاحبه أبو بكر بن عياش - : إلى جواز السحور إلى أن يتضح الفجر".
وقال أيضًا :"وقد روى ابن أبي شيبة وعبد الرزاق - ذلك عن حذيفة، من طرق صحيحة".
وانظر لهذه المسألة - المحلى لابن حزم، في المسألة : ٧٥٦ (ج ٧ ص ٢٢٩-٢٣٥). وسيأتي مزيد تخريج، عند حديثه المرفوع : ٣٠١١-٣٠١٣، إن شاء الله.
(٢) الخبر : ٣٠٠١- هارون بن إسحاق الهمداني، شيخ الطبري : كوفي حافظ ثقة، من شيوخ البخاري في غير الصحيح، والترمذي، والنسائي، وغيرهم من الأئمة. مترجم في التهذيب، وابن سعد ٦ : ٢٨٩، وابن أبي حاتم ٤/٢/٨٧-٨٨. وهو من الشيوخ الذين روى عنهم البخاري وهم أحياء، مات سنة ٢٥٨، بعد البخاري بسنتين.
مصعب بن المقدام : مضت ترجمته : ١٢٩١.
هبيرة - بضم الهاء : هو ابن يريم، بفتح الياء التحتية وكسر الراء، الشبامي، بكسر الشين المعجمة وتخفيف الباء الموحدة وبعد الألف ميم، نسبة إلى"شبام"، وهو"عبد الله بن أسعد بن جثم بن حاشد"، قال ابن سعد :"وسمي شبام، بجبل لهم".
ووقع في التهذيب والتقريب والخلاصة"الشيباني"، وهو تصحيف. وهبيرة : تابعي ثقة، تكلم فيه بعضهم، لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، وهو خال العالية امرأة أبي إسحاق. مترجم في التهذيب، والكبير ٤/٢/٢٤١، وابن سعد ٦ : ١١٨، وابن أبي حاتم ٤/٢/١٠٩-١١٠.
وهذا الخبر سيأتي بإسناد آخر، بنحوه : ٣٠١٠.
وقد ذكره الحافظ في الفتح ٤ : ١١٧، قال :"روى ابن المنذر بإسناد صحيح، عن علي : أنه صلى الصبح ثم قال : الآن حين تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود". ولكن ذكره السيوطي ١ : ١٩٩، بنحوه، بلفظ"أنه قال حين طلع الفجر.. "! ونسبه للفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير. وأنا أكاد أرجح أن قوله"طلع الفجر" تحريف من الناسخين، لأن روايتي الطبري، هذه والآتية، فيهما"صلى الفجر"، وأيده ما نقله الحافظ من رواية ابن المنذر.


الصفحة التالية
Icon